جوزى.. التنوع مفتاح شخصيته
نجوى طنطاوى
كان زواج صالونات، لم ألتق به إلا عندما جاء زائراً وطلب أخى أن أتعرف عليه، استغربت الطلب منذ متى وأنا أتعرف على أصدقائك؟ لكنه ألح قائلاً «اعتبريه مصدر من اللى بتقابليهم فى شغلك» استشعرت الهدف، وحدث اللقاء الأول لاحظت التنوع فى الموضوعات التى أثارها، والثقافة بدون تكلف، ثقافة أفقية مثل ثقافة الدبلوماسيين، مرت ساعات اللقاء بسرعة وبعدها سألنى أخى رأيك إيه؟ رديت: شخصية مريحة ومثقف، وبسرعة كان هذا الانطباع عند «العريس» ثم خطوبة وزواج خلال 6 شهور.
التنوع الثقافى أول ما شدنى فى شخصيته، واكتشفت على مدار 22 سنة أن التنوع هو مفتاح شخصيته، فهو قادر على خلق علاقات صداقة مع السائق والغفير لا تقل فى متانتها عن علاقات صداقة مع علية القوم، لمست كيف يتعامل مع سائقه وكأنه أخ له، وعلاقاته مع وزراء فى الحكومة الأوغندية -التى بدأت عندما كان رئيساً لبعثة الرى المصرى بأوغندا، عندما سافرت مع بناتى لقضاء إجازة معه فى أوغندا فاجأنا بأنه رتب مع رئيس اتحاد «الطائرة» الأوغندى لإلحاق البنات بنادٍ، واللعب ضمن فريق أوغندى، وبالفعل شاركت البنات فى بطولة، واستطاع بعلاقاته أن يوفر رعاة للبطولة، ليرتفع علم مصر رغم أن مصر لم تكن مشاركة فى البطولة، وبأشياء بسيطة اكتسب مودتهم، مياه معدنية أثناء التدريب، علب الحلوى، وعرفت الأوغنديات طعم «البسبوسة»، كان منزلنا فى «كمبالا» أشبه بدوار العمدة اتسع لكل الجنسيات، فى أحد أيام رمضان دخل مبتهجاً منادياً نجوى، نجوى أيوه وبسرعة كنت أمامه فإذا به يقدم لى «مستر تناكا» و«مسز سوزوكى» صديقين يابانيين تعرف عليهما فى «التراك»، قدمت لهما أطباق قمر الدين ومشروب التمر بالخشاف، وكان تعليقهما «أوشى أوشى» يعنى شهى جداً وخلال جلسة التعارف عرفنا أنهما من منظمة يابانية، وأن السيدة متخصصة فى مجال «الإعاقة السمعية»، لم يفوت الفرصة اتصل بطبيب مصرى يعمل بأوغندا وأسس مع زوجته وبتبرعات المصريين مدرسة للصم والبكم، وعرفه على السيدة اليابانية لتقدم خدماتها للأطفال الأوغنديين. أحبه الأوغنديون لأنه احترم ثقافتهم، موسيقى، طعام، فنون شعبية حتى الرقص الأفريقى تعلمه ليشاركهم أفراحهم، وتعلم «السواحيلى» ليتواصل معهم. إذا كان التنوع هو مفتاح شخصيته يقابل ذلك صفة «الملل»، فهو سريع الملل، يكره العمل التقليدى.
متجدد هو كالنهر -الذى تخصص فيه- ومتنوع مثله تنوع الثقافات التى تقع على ضفتيه، مثل النهر لا يستقر على حال «مزاجى» ولكن فى كل أحواله «حبيبى» وأبو أجمل بنات، سلمى رابعة صيدلة، وزينة 3 صيدلة، ورغدة 2 ثانوى.
صعب أن أختزل رحلة 22 سنة فى كلمات، ولكن كلما استشعرت جمال صفاته تذكرت أمه بالدعاء لأنها أحسنت التربية، الله يرحمك يا أم محمد.