مصدر أمنى: رسائل صوتية كشفت قيادة «داعش ليبيا» لتنظيم بيت المقدس الإرهابى فى سيناء
الآليات العسكرية تواصل تمشيط سيناء «صورة أرشيفية»
كشف مصدر أمنى رفيع المستوى بشمال سيناء، أن الأجهزة الأمنية نجحت خلال الفترة الأخيرة فى رصد عدة رسائل صوتية بين عناصر وقيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، وتبين أن التنظيم يقوده بشكل فعلى أحد قيادات تنظيم «داعش» بمدينة «درنة» الليبية، ومنوط به نقل كافة التعليمات والأوامر الصادرة من أبوبكر البغدادى، وأكد المصدر أن تلك الرسائل، أوضحت بشكل كبير أنه على الرغم من تنفيذ التنظيم عمليات إرهابية على شكل متقطع سواء بالعبوات الناسفة أو عن طريق الهجوم المسلح، إلا أنه يعانى بشدة، حيث كشفت بعض الرسائل المرصودة، حالة الغضب التى سيطرت على قيادات «داعش» من تنظيم «بيت المقدس»، تحمل بين طياتها حالة من اليأس الشديد فى وصول التنظيم لما يصبو قيادات «داعش» إلى تحقيقه على أرض سيناء.
جهادى سابق: التنظيم على وشك الانهيار بعد إعدامه 20 مسلحاً رفضوا المشاركة فى عمليات إرهابية
وقال جهادى سابق، إن «أنصار بيت المقدس» الإرهابى، فشل فى تحقيق أى إنجاز على أرض سيناء، بعد مبايعته أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم «داعش» فى نوفمبر من عام 2014، بالمقارنة بما حققته التنظيمات الإرهابية التى بايعت البغدادى فى العراق وسوريا وليبيا، والوصول فى تلك المناطق لمرحلة التمكين والسيطرة على مساحات من الأرض، لافتاً إلى أن أجهزة الأمن أعاقت جميع محاولات داعش الإرهابية فى الوصول لما يسمى«الفوضى المتوحشة» بسيناء والتى تعتبر بداية الطريق للتمكين والسيطرة على الأرض.
ورغم كم التمويل والإمدادات الهائلة التى حصل عليها قيادات «بيت المقدس» سواء من عناصر إرهابية مدربة على أعلى مستوى كميات كبيرة من أحدث الأسلحة والمتفجرات، إلا أن المحصلة النهائية لعملياتهم الإرهابية أسفرت عن خسائر فادحة فى صفوف التنظيم ومقتل معظم عناصره وعدد من قياداته المدربة التى دخلت سيناء لقيادة العمليات الإرهابية، وأكدت إحصائيات المهتمين بشئون الحركات الجهادية والإرهاب الدولى، أن تنظيم «بيت المقدس» الآن لا يمثل سوى ١٠٪ فقط منذ مبايعة البغدادى، حيث تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من الجيش والشرطة من محاربته وخسر التنظيم ٩٠٪ من عناصره منذ نشأته بسيناء والباقى متفرقون فى عدة مناطق مختلفة بمدن شمال سيناء.
وأوضح جهادى سابق مقيم بشمال سيناء، أنهم لمسوا بأنفسهم ما يعانى منه تنظيم «أنصار بيت المقدس» بعد انخفاض عدد عناصره بشكل كبير، خاصةً مع انطلاق معركة «حق الشهيد» بمرحلتيها، مشيراً إلى أن التنظيم عجز عن مواجهة قوات الجيش المصرى، واعتمد خلال الفترة الأخيرة على أسلوب زرع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بعد، وضربت صفوفه الانشقاقات التى جعلت التنظيم يعدم ما يقرب من 20 مسلحاً من عناصره خلال العام الأخير، بعد محاولة بعضهم الهروب ورفض البعض الآخر المشاركة فى تنفيذ عمليات إرهابية.
وأكد الجهادى السابق، أن التنظيم أعدم اثنين من عناصره بينهما مسلح فلسطينى، منذ يومين فقط، بعدما رفضا قيادة سيارة مفخخة لاستهداف كمين «أبورفاعى» بجنوب الشيخ زويد، رغم قضاء عناصر التنظيم وقتاً طويلاً فى تدريبهما وتهيئتهما نفسياً لتنفيذ تلك العملية، التى يخطط لها التنظيم منذ فترة طويلة، على اعتبار أن كمين أبورفاعى من الأكمنة الحيوية التى قطعت بصورة كبيرة خط الإمدادات لعناصر التنظيم بعدة قرى، جنوب الشيخ زويد.
وقال الشيخ محمد الأباصيرى، المهتم بشئون الحركات الجهادية، إن تنظيم «بيت المقدس» تحول إلى ما يشبه العصابات المسلحة، ويعتمد فى هجماته الإرهابية على عمليات خاطفة والاختباء بعد ذلك، وعقب كل عملية يتعرض التنظيم لهجمات من الجيش، تكبده الكثير من الخسائر، حتى فقد التنظيم معظم قياداته من أصحاب الخبرة، وأصبح غير قادر على تجاوز مرحلة «شوكة النكاية» والوصول لمرحلة «إدارة الفوضى المتوحشة» التى تقوده إلى مرحلة التمكين والسيطرة على الأرض.
وأضاف «الأباصيرى»، أن تلك المراحل الثلاث، يستخدمها التنظيم فى جميع المناطق التى يسيطر عليها، والتى يطبقها وفقاً لكتاب «أبوبكر الناجى» الذى نشره فى أفغانستان، منتصف عام 2014، وعلى الرغم من نجاح تنظيم «داعش» فى بعض المدن بسوريا والعراق ولبيبا، إلا أنه فشل فى سيناء، لأنه اصطدم بجيش قوى، لم يسمح له بنشر الفوضى المتوحشة، لأن التنظيمات الإرهابية فى النهاية تستمد قوتها من ضعف الدولة، وتوقع أن يفشل التنظيم فى الوصول لمرحلة التمكين والسيطرة على الأرض، فطالما حاول التنظيم السيطرة ببعض العمليات الإرهابية، مثل عمليتى «كرم القواديس» و«المربع الأمنى بالعريش» إلا أن العمليتين لم تحققا أهداف التنظيم، وكبدت عناصره خسائر فادحة لشراسة رد قوات الجيش على العمليتين وقتها.