الوطن.. سيناء.. الكاراتيه
عمرو
صدورهم مزيّنة بالميداليات، ذهبية، فضية، وبرونزية، وشهادات التقدير تكدّست على جدران غرفتهم الصغيرة، فالأشقاء الثلاثة «سما وفارس وأدهم» حصلوا على «الحزام البرتقالى» فى رياضة «الكاراتيه»، رغم أعمارهم الصغيرة، التى تتراوح بين 4 و7 سنوات، وحققوا نجاحاً دون الانضمام إلى أندية شهيرة، واهبين الفوز فى كل مرة إلى «سيناء»، التى يفخرون بأنهم تربّوا على أرضها.
بيفتخروا بالعريش ويحلمون بتطهيرها من الإرهاب
فخر وسعادة بالغة يشعر بهما «عمرو القصاص»، مهندس أجهزة طبية، كلما رأى أبناءه الثلاثة يحصدون المراكز الأولى، وينالون شهادات تقدير، لكن سرعان ما تتبدّل سعادته بمشاعر الحزن، لأن الميداليات التى يحصدها صغاره تنقصها ميدالية واحدة، يحلم بها صغاره: «نفسى يبقى فيه فريق باسم سيناء فى كل الألعاب، مش بس الكاراتيه، لأن بلدنا فيها حاجات كتير حلوة محدش شايف منها إلا الإرهاب وبس». الطفلة «سما» استطاعت أن تتفوّق على 42 منافساً فى بطولة القاهرة الدولية، أغلبهم من أندية معروفة، مثل الأهلى والزمالك وإنبى، وهو ما علق عليه «القصاص»، قائلاً: «معظم المشاركين معاهم الحزام البنى، وأنا بنتى لسه فى البرتقالى، وتدريبها كان فى أكاديمية مش نادى، وكل ما تكسب تقول لى يا بابا هو إحنا ليه مش بنلعب باسم سيناء». «أولادى فاهمين إيه اللى بيحصل فى البلد، أنا مهندس أجهزة طبية، وكنت الوحيد فى مجالى هناك، ومع ذلك قانون العمل اشترط أن كل اللى يكون فى شغل فى سيناء يبقى منتدب مش من أهل المحافظة، واضطريت أخرج للقاهرة، وآخد أولادى معايا وماروحش العريش إلا كل أسبوعين»، حسب «القصاص». 8 ساعات يستغرقها الأب الثلاثينى فى رحلته من القاهرة إلى العريش بسبب التفتيش والإجراءات الأمنية، مع أنها كانت تمضى بشكل أسرع فى وقت سابق، ليحمل «القصاص» هموماً كبيرة كلما مر أسبوعان وحان موعد الرحلة: «بقى حمل تقيل، مع أن حياتنا كلها هناك، وللأسف التجارة والرياضة والفنون وقفت، وماكانش قدام أولادى بديل عن إنهم يقدموا فوزهم للمحافظة، على أمل يبقى عندنا فريق، والبلد تتطهر من الإرهاب».