شاهد الإثبات الثاني في قضية ستاد بورسعيد يتحول للنفي.. والنيابة تقاضيه
استكملت محكمة جنايات الإسماعيلية المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد، عاشر جلسات محاكمه 73متهما فى مجزرة ستاد بور سعيد، الذى راحا ضحيتا 74 شهيدا.
بدأت الجلسة في الحادية عشرة من صباح اليوم، وطلب دفاع المتهم أحمد عبد الله 22 سنة، الذي تغيب عن حضور الجلسة لإصابته بغيبوبة سكر، وتم احتجازه بمستشفي طرة، والتمس من المحكمة السماح لشقيقته بزيارته في مستشفي السجن، فوافقت المحكمة.
كما استمعت المحكمة لأقوال شاهد الإثبات الثاني محمد إسماعيل شعبان 19 سنة طالب، من مشجعي النادي المصري، الذي وقع في مأزق أمام المحكمة عندما حاول تغيير أقواله التي سبق وأدلى بها أمام النيابة العامة، فتناقضت أقواله ولم يجد سبيلا سوى اتهام النيابة العامة بإجباره علي الشهادة لصالح المجني عليهم، مما دفع النيابة إلى تحريك دعوى قذف ضد الشاهد واتهامه بالشهادة الزور، فثار الدفاع الحاضر عن المتهمين وأكد للمحكمة أن النيابة العامة تحاول إرهاب الشاهد وهو طفل صغير وأن واجب المحكمة حمايته، فأكدت المحكمة بأن النيابة العامة هي خصم عادل في الدعوى ولا يمكن إجبارها الشاهد على الإدلاء بأقوال لصالح طرف على حساب الآخر، وإذا كان الشاهد صادقا فلا يخشي أحد، لأن الحامي هو الله، فرد الشاهد على المحكمة بأنه يخشى من النيابة العامة لأنها حاولت صباح اليوم قبل الإدلاء بشهادته استدعاءه لغرفة المحققين، لكنه رفض.
وأكد الشاهد في شهادته أنه توجه إلى استاد النادى المصرى في الساعة 4:15 عصرا لحضور المباراه وشاهد بشارع 23 يوليو 5 أتوبيسات للنادي الأهلي يقوم من بداخلها بأعمال شغب ويقذفون الطوب على المارة وفي إيديهم أسلحة بيضاء، واستقرت الأتوبيسات أمام مركز شباب الاستاد، وسبوا أهالى بورسعيد، مشيرا إلى تواجد العقيد شريف واللواء عادل الغضبان الحاكم العسكري أثناء تلك الأحداث، دون أن يمنعوهم من تلك الممارسات، وعندما حاول الأمن المركزي التدخل قال العقيد محمد خالد نمنم "سيبوهم يدخلوا علشان يلحقوا المباراة ومش عايزين مشاكل".
ويتابع الشاهد: دخل جمهور الأهلى إلى المدرج الشرقي، ثم دخلت أنا دون الحصول على تذكرة نظرا لعدم وجود أفراد أمن على البوابات، وبعد الشوط الأول بدأت الجماهير في النزول إلى أرض الملعب وفتحت الأبواب وقامت اللجان الشعبية التي ضمت خالد صديق من جمهور الألتراس ومحمود حتاتة وشعراوي بإخلاء أرضية الملعب، بعدها حدث تراشق بالطوب بين جماهير النادي الأهلي وصفوف الأمن المركزي، فبادلتهم الشرطة الضرب.
وأضاف الشاهد للمحكمة: ذهبت إلى النيابة العامة بناء على اتصال تليفوني من المحقق وكيل النيابة الذى حصل علي رقم هاتفى من المتهم حسن بيجو!
وسألت المحكمة الشاهد عن الورقة المدونة بخط يده وعليها رقم بطاقته القومية وعليها أقواله، التي تناقضت أمام المحكمة، فأكد الشاهد بأنه هو بالفعل صاحب الخط، لكنه كتب الاعترافات بناء علي تعليمات المحقق الذي كان يملي عليه هذه الأقوال، وهنا تلاعبت معه المحكمة بعدة أسئلة حتى أوقعته في فخ تناقض أقواله.
الدفاع الحاضر عن المتهمين طالب المحكمة حراسة الشاهد لعدم التعرض له من قبل أهالي الشهداء، بينما طالب المدعون بالحق المدني التحفظ عليه بعد أن وجهت له النيابة تهمة الشهادة الزور.
وبعد الانتهاء من سماع أقوال الشاهد، رفعت المحكمة الجلسة ودخلت غرفة المداولة، فيما ثار المتهمون داخل القفص وهللوا بأصوات عالية فثار أهالي المجني عليهم ووجهوا لهم السباب، فخرج الشاهد من الباب الخلفي لغرفة المداولة حفاظا على حياته.