رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تصوير:

عزالدين وهدان

12:25 م | الخميس 26 أبريل 2018
كتب: عزالدين وهدان
18 عموداً مربوطة معاً بعوارض خشبية متينة، تخرج منها أعمدة خشبية أخرى لتحمل السقف الكبير الذى يغطى حرم أول مسجد فى القارة الأفريقية، هندسة معمارية قديمة بقيت وستبقى، لأنها تمتص الهزات الأرضية لتحمى من جاء للصلاة والتعبد. الأعمدة لا تعود لعصر بعينه أو حقبة زمنية محددة، بل جمعت بتيجانها ما مر على مصر من عصور وحكام، وبمجرد النظر إلى أول الأعمدة عند الإمام فتجد الحية «واجيت» إحدى الآلهة عند المصريين القدماء، تتراص خلفها أعمدة تعود إلى العصر الفرعونى أيضاً واليونانى والرومانى والبطلمى وغيرها. «الأعمدة دى فسفورية كانت بتنور للمصلين بالليل فى الضلمة، نوع الرخام بتاعها كان بينور فى الضلمة وبيسحب الطاقة السلبية من الجسم، ولكنه طُمس بسبب قيام الناس بطلائه، أما التيجان فعليها قطع خشبية يسمونها الآن السوست والشدادات علشان لما تيجى زلازل تمتص الصدمة ودلوقتى الأمريكان واليابانيين بيستخدموا الهندسة دى فى بناء ناطحات السحاب»، بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد نجم، إمام المسجد، حديثه عن المسجد، مشيراً إلى أنه الأول فى أفريقيا والثالث عشر فى العالم، وأن بناءه ارتبط بقصة الفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص، حيث كان مقر حكم المنطقة الشرقية ببلبيس معلقاً: «رغم أن الناس فاكرة مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد فى مصر، إلا أن المعلومة دى غلط وهذا المسجد هو أول مسجد فى مصر وأفريقيا ورقم 13 فى العالم».

18 عموداً مربوطة معاً بعوارض خشبية متينة، تخرج منها أعمدة خشبية أخرى لتحمل السقف الكبير الذى يغطى حرم أول مسجد فى القارة الأفريقية، هندسة معمارية قديمة بقيت وستبقى، لأنها تمتص الهزات الأرضية لتحمى من جاء للصلاة والتعبد. الأعمدة لا تعود لعصر بعينه أو حقبة زمنية محددة، بل جمعت بتيجانها ما مر على مصر من عصور وحكام، وبمجرد النظر إلى أول الأعمدة عند الإمام فتجد الحية «واجيت» إحدى الآلهة عند المصريين القدماء، تتراص خلفها أعمدة تعود إلى العصر الفرعونى أيضاً واليونانى والرومانى والبطلمى وغيرها. «الأعمدة دى فسفورية كانت بتنور للمصلين بالليل فى الضلمة، نوع الرخام بتاعها كان بينور فى الضلمة وبيسحب الطاقة السلبية من الجسم، ولكنه طُمس بسبب قيام الناس بطلائه، أما التيجان فعليها قطع خشبية يسمونها الآن السوست والشدادات علشان لما تيجى زلازل تمتص الصدمة ودلوقتى الأمريكان واليابانيين بيستخدموا الهندسة دى فى بناء ناطحات السحاب»، بهذه الكلمات بدأ الشيخ محمد نجم، إمام المسجد، حديثه عن المسجد، مشيراً إلى أنه الأول فى أفريقيا والثالث عشر فى العالم، وأن بناءه ارتبط بقصة الفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص، حيث كان مقر حكم المنطقة الشرقية ببلبيس معلقاً: «رغم أن الناس فاكرة مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد فى مصر، إلا أن المعلومة دى غلط وهذا المسجد هو أول مسجد فى مصر وأفريقيا ورقم 13 فى العالم».
ويذكر «نجم» أن مدينة بلبيس كان لها أسوار وأربع بوابات، وتم فتح البوابة الغربية لقوات عمرو بن العاص من قبل القسيس بنيامين، بسبب هروب الأساقفة والرهبان إلى الأديرة لما تعرضوا له من اضطهاد، مشيراً إلى أن المعركة استشهد فيها 250 من المسلمين، و40 صحابياً و210 تابعين، بينما قُتل من الرومان 3 آلاف، وأسر 3 آلاف آخرين، وهرب باقى الجيش من معسكرهم الذى كان موجوداً فى موقع الكلية الجوية الآن، لافتاً إلى أن المدينة هى بوابة الصد الأولى بالشرقية، ويضيف «نجم» أن عمرو بن العاص أقام المسجد مكان القصر الذى كان مقراً للحكم الرومانى، وكان القصر عبارة عن 5 أفدنة، وتم تحديد القبلة من قبل 25 صحابياً من خلال النجوم، وهى تعد من أدق القِبلات فى المساجد الأثرية الموجودة فى مصر، وأشار إلى أن المسجد سمى فى بداية تأسيسه مسجد الشهداء، نسبة إلى شهداء المعركة، ثم فى عصر الأمويين عندما قتل سيدنا الحسين فى كربلاء، والسيدة زينب ذهبت إلى دمشق رأت الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام يأمرها بالتوجه إلى مصر، فلما دخلت أرض مصر استقبلها حاكم بلبيس وأقاموا لها احتفالاً كبيراً فقالت: «يا أهل مصر آويتمونا آواكم الله ونصرتمونا نصركم الله» وأقامت فى المدينة شهراً كاملاً، فسمى المسجد باسم «سادات قريش».

ويشير «نجم» إلى أن الطراز المعمارى للمسجد فريد، ويجاوره مقابر شهداء المعركة وأسفله توجد سراديب ترجع إلى العصور القديمة، كانت تستخدم فى هروب الأمراء والملوك من المدن التى يتم غزوها حتى لا يقعوا فى الأسر، متابعاً: «الأنفاق دى مبنية بالحجارة أفضل من الأنفاق اللى موجودة فى سيناء»، مشيراً إلى أن احتواء المسجد على بوابة أحد هذه الأنفاق لم يكن سوى لأن موقع المسجد كان القصر الرومانى الذى كان يحكم إقليم بلبيس.

«المسجد ده فيه روحانيات مش موجودة فى أى مسجد تانى، ده بنحسه لما بنيجى نصلى فيه كل يوم، كفاية إن صحابة رسول الله مدفونين جنبه واتسمى على اسمهم»، هكذا بدأ سيد عميرة، 62 عاماً، أحد أهالى شارع القيثارية المجاور للمسجد، حكايته مع المسجد وأسباب دوام تردده عليه، موضحاً أنه من الجيل الذى كان يتبع والده وجده فى تحركاتهم إلى المساجد والزيارات، وأن المسجد هو المسجد الكبير فى بلبيس، والأكثر زحاماً من كل المساجد.

ويضيف «عميرة» أن أهالى بلبيس يلجأون إلى المسجد فى أحزانهم وأفراحهم، ويأتيه غالبية الأهالى لإجراء عقد القران، والصلاة على المتوفين، حيث تخرج منه كل جنازات المتوفين فى بلبيس تقريباً، نظراً لمكانته بين المساجد، ويتابع: «الناس كان بتجيله من كل مكان فى مصر ومن بره مصر، ولأن مفيش لوكاندات كانوا بيمشوا على القاهرة لأننا قريبين من القاهرة، ولو كانت فيه لوكاندات لكانت اتزحمت بسببه».