الآلاف يحتشدون فى الميادين للاحتفال بتحرير سيناء وتأييد «السيسى»
مواطنون يحتفلون بذكرى سيناء ويعلنون تأييد الرئيس
نظمت قوى سياسية وشبابية عدداً من الفعاليات فى القاهرة والمحافظات، أمس، للاحتفال بذكرى تحرير سيناء، والإعلان عن تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والإشادة بدور القوات المسلحة فى حماية الأراضى، فيما كثّفت قوات الأمن من وجودها فى الشوارع والميادين الرئيسية، لتأمين المبانى والمنشآت الحيوية، وانتشرت سيارات الأمن المركزى ومدرعات فض الشغب والتدخّل السريع لمواجهة أى أعمال عنف محتمَلة.
وتجمّع مواطنون بميدان مصطفى محمود فى منطقة المهندسين بالجيزة، ورفعوا الأعلام وصوراً للرئيس عبدالفتاح السيسى، ولافتات «ربنا يحفظ مصر»، و«ربنا يحمى جيشنا العظيم»، و«كل سنة والرئيس بخير وسلامة»، و«مش هنسمح للإرهابيين يخربوا البلد»، كما رددوا هتافات «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة»، و«عاش جيش بلادنا عاش»، و«إيد واحدة ضد الإرهاب»، كما نصب مواطنون منصة فى الميدان، لإذاعة الأغانى الوطنية، ومنها «تسلم الأيادى» و«يا حبيبتى يا مصر»، و«بشرة خير»، كما وزّعوا صوراً للرئيس على المارة، وزجاجات المياه والعصائر.
وأطلقت السيدات المشاركات فى الفعاليات «الزغاريد»، فيما احتشد الآلاف من شباب حزب مستقبل وطن، أمام قصر عابدين، مساء أمس، فى فعالية شارك فيها لفيف من الشخصيات العامة والسياسيين وأعضاء مجلس النواب.
وقال أحمد سامى، أمين الإعلام بالحزب، إن ما يزيد على 10 آلاف شاب وفتاة من شباب الحزب شاركوا فى الفعالية أمس تحت شعار «معاً نبنى الوطن»، بالإضافة إلى رموز سياسية و100 نائب برلمانى، على رأسهم أشرف رشاد رئيس الهيئة البرلمانية لمستقبل وطن، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، والنائب محمد فرج عامر، بالإضافة إلى رموز وطنية، وفنانين، منهم كارمن سليمان وأحمد جمال ومحمد شاهين، وعزمى مجاهد، المتحدث باسم اتحاد كرة القدم.
احتفالات بـ«الورود» و«الشيكولاتة» والأغانى الوطنية فى المحافظات وسط إجراءات أمنية مكثفة.. والجيش يوزع العصائر والحلوى على المارة أمام المنطقة الشمالية
وأضاف لـ«الوطن»: «نظمنا أكبر حدث على المستوى الحزبى فى مصر، واستطاع شباب حزبنا إبهار الجميع، وإثبات أن شباب (مستقبل وطن) مثال حى للشباب الوطنى المخلص الذى أدرك الطريق الصحيح، وعمل جاهداً لرفعة أوطانه، بعيداً عن التشرذم والاختلافات، فعرضنا مجموعة من الأفلام الوثائقية عن بطولات القوات المسلحة طوال التاريخ، ومدى انحيازها الكامل والمطلق فى ثورتيه المجيدتين، ومجموعة متنوعة من العروض الفنية والفرق المسرحية، بمشاركة مجموعة متنوعة من الفنانين الشباب».
وتابع: حرصنا على إحياء تلك المناسبات التاريخية لتأكيد الدور العظيم والفعّال الذى لعبته القوات المسلحة طوال تاريخها فى الحفاظ على الهوية الوطنية، وبذل أعز ما تملكه من أجل أن يعيش الوطن بعزة وكرامة، بالإضافة إلى إرسال مجموعة من الرسائل للنشء، لبث الثقة بداخلهم، خصوصاً مع حالات التشكيك المغرضة التى تريد العصف بكل المؤسسات الوطنية.
ودعا «سامى» كل القوى السياسية والأحزاب اعتبار أمس، يوماً لرأب الصدع وإعادة وحدة الصف مرة أخرى، خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يقود سفينة الوطن إلى بر الأمان.
وشاركت أحزاب تيار الاستقلال فى فعاليات تحرير سيناء، وتأييد الرئيس أمس. وقال أحمد الفضالى، رئيس التيار، لـ«الوطن»: لا يمكن أن نقبل بالتشكيك فى رئيس الجمهورية ووطنيته والقوات المسلحة والمزايدة عليها، فهم من وقفوا بجانب الشعب فى أوقات الخطر.
وتابع: 22 حزباً سياسياً من تيار الاستقلال شاركت فى الاحتفالات أمام قصر عابدين أمس، على رأسها «السلام الديمقراطى» و«الشعب الجمهورى» و«المصرى العربى الاشتراكى»، بشبابها وقياداتها، لتأكيد التأييد المطلق لمؤسسات الدولة وقيادتها، ونصرة الجيش المصرى. وأوضح «الفضالى» أن شباب تيار الاستقلال قاموا بتوزيع الأعلام والورود على رجال الشرطة المصرية، والقوات المسلحة التى تقوم بحماية المؤسسات الجوية فى المحافظات، لتوصيل رسالة بأن الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة ضد الإرهاب.
فى السياق نفسه، أكد نواب أن الاحتفال بالذكرى الـ34 لتحرير سيناء، خير دليل على أن مصر لا تُفرط فى حبة أرض من رمالها، لذلك خاضت معارك حربية ودبلوماسية من أجل تحرير كامل التراب، وبذلت فى ذلك الغالى والنفيس. وقال النائب بدوى عبداللطيف، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إن الذكرى الـ34 لتحرير سيناء، تدعو إلى العزة والفخر، ففى مثل تلك الأيام ارتفعت أعلام مصر على أرض الفيروز، التى رُويت كل حبة رمل فيها بدماء المصريين الأبطال، مضيفاً لـ«الوطن»: «سيناء من المناطق العزيزة على قلوبنا، واتجاه الدولة إلى تنميتها بعد سنوات من الإهمال أمر ضرورى، لأنها مصدر للخير، وفى هذا الإطار قدّمت للبرلمان اقتراحاً لحل أزمة البطالة، من خلال استصلاح 2 مليون فدان بسيناء، لما تتميز به من آبار المياه الجوفية، الأمر الذى سيؤدى إلى طفرة سكانية ويساعد فى تعمير الأرض، لا سيما أن الإرهاب فى بعض مناطق شمال سيناء نهايته اقتربت والجرائم بدأت فى الانحصار.
نواب وحزبيون: الاحتفال بذكرى التحرير خير دليل على أن مصر لا تُفرّط فى حبة رمل من أرضها و«المصريين الأحرار»: ندعم القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب
وأشار «بدوى» إلى أن البرلمان فى انتظار تشريعات تتعلق بسيناء، منها ما يتعلق بتمليك الأراضى لأبنائها، لتحقيق مزيد من الاستقرار والانتماء، وما يتعلق بالتعويضات لأبطالنا الذين يُستشهدون دفاعاً عن هذه الأرض الحبيبة، وكذلك زيادة ميزانية محافظتى جنوب وشمال سيناء، للمساهمة فى تعميرها وتنميتها.
وقال النائب أسامة أبوالمجد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة وطن، إن سيناء خير دليل على أن مصر لا تُفرّط فى حبة رمل واحدة من أرضها، كما يحاول البعض الترويج لذلك، فتلك القطعة العزيزة من أرض مصر ارتوت بدماء الجنود، وبالتالى فإن الاحتفال بأعياد تحريرها يحمل رسالة مهمة إلى المصريين، خصوصاً الشباب، مفادها «خلّوا بالكو من مصر»، فى ظل وجود مؤامرات خارجية وداخلية ظهرت خيوطها وملامحها.
وأضاف «أبوالمجد»: «سيناء أخذناها بالحرب والدبلوماسية، ونعيش الآن أجواء حرب أخرى فى مواجهة الإرهاب، وهى معركة أصعب، لأن ساحتها تمتد إلى كل الجبهات والاتجاهات، وهو ما يستدعى اليقظة، وأن يكون الجميع يداً واحدة».
وقال النائب أبوبكر غريب، عضو ائتلاف «دعم مصر»، إن الاحتفال بأعياد تحرير سيناء، تحية واجبة لجميع الشهداء الذين قدّموا أرواحهم هدية من أجل ترابها، وتحية للقوات المسلحة الباسلة، التى سطرت بأرواح ودماء جنودها وضباطها أقوى ملحمة وطنية فى محاربة العدو، مضيفاً: «نفخر بأن لدينا جيشاً وطنياً قوياً نتباهى به أمام الأمم».
من جانبه، أكد حزب المصريين الأحرار، أن الذكرى الـ34 لتحرير سيناء، يؤرّخ لمسيرة كفاح ونضال، ارتوت فيها أرض سيناء بدماء زكية من خيرة أبناء قواتنا المسلحة، ثم خاضت مصر بعدها معركة دبلوماسية وتفاوضية شاقة تكللت باستعادة طابا، ليكتمل تحرير كل شبر من أرض مصر الطاهرة، مشيراً إلى أن تحرير سيناء سيظل علامة مضيئة فى تاريخ مصر وشعبها، الذى استطاع تحويل الهزيمة إلى نصر، وتحمّل الصعاب من أجل غد مُشرق.
وقال شهاب وجيه، المتحدث باسم الحزب، إنهم يثقون ويساندون رجال القوات المسلحة الذين بذلوا أرواحهم فى معارك سيناء، وما زالوا يبذلون الجهد فى تطهيرها من الإرهاب الذى يحاول نشر الخوف والظلام والأفكار التكفيرية وتقويض أمن واستقرار الوطن.
وأضاف: «نُقدّر تماماً الجهود المبذولة من أجل تنمية سيناء، لتُصبح أرضاً للخير والرخاء، كما نُقدّر المشروعات التنموية التى يجرى إقامتها حالياً على أرض الفيروز من مناطق اقتصادية، وتجمّعات سكانية وزراعية، بخلاف توفير المياه اللازمة للرى، وغيرها من المشروعات الواعدة كإنشاء الأنفاق أسفل قناة السويس، لربط تلك القطعة بباقى أجزاء الوطن، إضافة إلى مشروعات التعدين والزراعة والثروة السمكية، بما يوفر فرص عمل لشباب سيناء ومدن القناة.
وقال جهاد سيف، المتحدث باسم حزب المؤتمر، إن التهنئة واجبة للشعب والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، لافتاً إلى أن سيناء تحرّرت بتكاتف ومثابرة جميع أبناء الوطن، وهذه المناسبة تعكس قوة الشعب عندما يعمل بقلب وجسد رجل واحد، فإنه يُحقق المعجزات، وهو ما حدث بالفعل فى جميع حروبه وثوراته ضد الاحتلال.
وتابع «سيف»: «تحرير سيناء وعودتها إلى حضن الوطن، وسام شرف للعسكرية المصرية، التى تصون دوماً عرض الوطن وتحمى حدوده وتحافظ على مقدراته وترابه من أى عابث يحاول أن يتطاول عليها، أو يمسها بسوء فى الداخل أو الخارج».
وتابع: «الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى نرى أنه منذ توليه مقاليد الحكم بالبلاد، حريص على تطهير سيناء من الإرهاب وتنميتها وعدم إهمالها مرة أخرى، كما حدث فى العقود السابقة، وهو أكثر قائد مصرى حرص على الاهتمام بجميع أبنائه».
وفى الإسكندرية، خرج مئات المواطنين للاحتفال بالذكرى فى ميدانى «سيدى جابر» و«القائد إبراهيم»، ونصبت كتلة الأحزاب السياسية منصة بميدان سيدى جابر، فيما توافد المواطنون على «القائد إبراهيم» بعد صلاة الظهر، استعداداً للمشاركة فى الاحتفالات التى دعا إليها عدد من الناشطين، تحت شعار «يوم فى حب مصر».
وشهد ميدان القائد إبراهيم استعدادات مكثفة للاحتفالات منذ الصباح الباكر، شملت تجهيز مكبرات الصوت لإذاعة الأغانى الوطنية، وتعليق الأعلام، ووضع لافتات التهانى، بينما ندّد المشاركون فى الاحتفالية بما قالوا إنها «دعاوى لإسقاط البلاد»، فى إشارة إلى الدعوات إلى التظاهر لرفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية. وقالت الناشطة جورجيت شرقاوى: «لن نترك لهم الميدان يعبثون فيه، وكلنا سنكون يداً واحدة، نفرح بتراب هذا البلد المجيد، ونحمل العرفان والجميل للقوات المسلحة، والرئيس عبدالفتاح السيسى».
ووزّع عدد من مجندى القوات المسلحة زجاجات من المياه والعصائر على المارة بالقرب من المنطقة الشمالية العسكرية، وهو ما استقبله الأهالى بالترحاب، وخلت الشوارع من التكدسات اليومية المعتادة، بينما استقبلت قلعة قايتباى فى منطقة بحرى عدداً كبيراً من رحلات اليوم الواحد القادمة من المحافظات المجاورة، وشهدت الساحة الخارجية للقلعة توافد أعداد كبيرة من المواطنين للاستمتاع بالإجازة.
واختفت جميع المظاهر الاحتفالية المعتادة بـ«تحرير سيناء» من شوارع الفيوم، باستثناء وقوف محافظ الفيوم، المستشار وائل مكرم، ومدير الأمن، اللواء ناصر العبد، لتوزيع الشيكولاتة والورود على المواطنين فى ميدان السواقى بوسط المدينة.
واستقبل المحافظ ومدير الأمن وفداً من المركز المصرى الدولى للزراعة، يضم ممثلين لـ14 دولة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ضمن الاحتفالات بذكرى «تحرير سيناء». وخلال اللقاء، أهدى المحافظ الضيوفَ أعلام مصر، كما قدّم لهم باقات الورود، مؤكداً لهم أن «الفيوم تزخر بالكثير من الأماكن السياحية الفريدة».