النقابات فى مصر.. حضرت «السياسة» فغابت «المهنة»
صورة أرشيفية
«حضرت السياسة فغابت قضايا المهنة» شعار باتت ترفعه بعض النقابات وأعضائها فى مصر، فى الوقت الذى تراجع فيه دور الأحزاب التى وصل عددها بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو لنحو 105 أحزاب، وارتبط الدور السياسى للنقابات بأحداث كانت محل صراع مع الحكومة، كما حدث فى قضية اعتداء أفراد شرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمى، وهو الأمر الذى تحول إلى قضية سياسية، وتكرر الأمر من أعضاء فى نقابة الصحفيين الذين شاركوا فى الحشد للتظاهر ضد تسليم جزيرتى «تيران وصنافير» للسعودية، وامتد الأمر إلى مطالبة بعض المحامين سامح عاشور، النقيب العام للمحامين، بفتح مقر النقابة أمام المتظاهرين أسوة بنقابة الصحفيين.
«بكرى»: «الصحفيين» تحولت إلى حزب.. و«فهمى»: «المحامين» مُسيّسة منذ «الخواجة».. وعضو «الأطباء»: انحرفت عن المهنية
الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أعرب لـ«الوطن» عن استيائه من انحراف مجلس نقابة الصحفيين الحالى عن دور النقابة الذى تأسست له، وانخراطها فى العمل السياسى، وخصوصاً لجنة الحريات التابعة لها، قائلاً: «من المؤسف أن النقابة تخلت عن دورها المهنى بشكل واضح، وأصبحت تمارس العمل السياسى بدفاعها عن المتهمين بالإرهاب والمنتمين للتنظيمات المحظورة وفتحها أبواب النقابة على مصراعيها أمامهم ولممثلى السفارات الأجنبية ومنظمات المجتمع المدنى المعادية للدولة».
وأشار إلى أن «مجلس النقابة يفتح جسراً مع بعض السياسيين ومنظمات المجتمع المدنى، فرعاية الأعضاء لممارستهم دوراً سياسياً واضحاً، يبتعد بالنقابة عن دورها المهنى، وكأنها حزب سياسى يعادى الدولة، وخصوصاً لجنة الحريات التى تصدر تقارير كاذبة تزعم فيها مصادرة حريات الصحافة والصحفيين. فى المقابل، قال أبوالسعود محمد، عضو مجلس «الصحفيين»، إن النقابة ملك لكل المصريين ولا يمكن منع المواطنين من التظاهر أمامها، مضيفاً: «النقابة نفسها لم تدعُ لأى تظاهرات على سلالمها حتى تُلام على تظاهر الناس أمامها. وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن ممارسة النقابات المهنية للعمل السياسى قائم منذ عهد حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، حيث تحولت النقابات إلى قوة ضاغطة لصنع القرار، وخصوصاً «المحامين والصحفيين»، وتصاعد الدور السياسى لتلك النقابات يرجع لحالة الفراغ السياسى فى الدولة وتراجع الأحزاب ودورها، فيما تضم بعض النقابات عدداً كبيراً من المنتمين للتيارات السياسية، وعلى رأسها «المحامين»، ومن المعروف أن نقيبها «عاشور» ناصرى يمارس العمل السياسى منذ زمن، والنقابة مسيّسه منذ الراحل أحمد الخواجة، النقيب الأسبق.
وفى نقابة الأطباء، قال الدكتور خالد سمير، عضو مجلس النقابة، إن «النقابات المهنية تلعب بالفعل دوراً سياسياً فئوياً، وكأنها أحزاب، وباتت لها أيديولوجيات سياسية مختلفة، وهو ما انحرف بها عن المسار المهنى المنوط بها كدور أساسى لها».