كان ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية مطلباً شعبياً، وبدت الساحة السياسية خاوية من شخصيات يمكنها الترشح والمنافسة لاعتبارات تاريخية تتمثل فى هشاشة القوى السياسية خارج إطار سلطة الدولة. وفى الوقت الذى كان ترشح المشير فيه مطلباً شعبياً مدعوماً من دول عربية، فإن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لم تكن مع هذه الفكرة، وكانت تؤيدها فى ذلك الدول العربية الداعمة لحكم المرشد والجماعية والتى تسير خلف السياسة الأمريكية.
كانت للمشير شعبية كاسحة داخل مصر وخارجها؛ فهو من أنقذ مصر من قبضة التنظيم الدولى، وهو من تدخل فى الوقت المناسب، وفى نفس الوقت أحبط مخطط الجماعة المرسوم أمريكياً لتفتيت المنطقة والسيطرة عليها، أطاح بمخطط أمريكى للمنطقة ككل استغرق إعداده سنوات طويلة وأنفقت عليه عشرات مليارات الدولارات.
خرجت مصر من زلزال الربيع العربى منهكة القوى متصدعة البنيان، فمؤسسات الدولة تعرضت للاختراق من قبل الجماعة كما جرى المس بمكانة هذه المؤسسات بالقوة، وشهدت مصر حالة انفلات أمنى غير مسبوق وأعمال عنف وبلطجة وسرقة وسلب ونهب غير معتادة، أما الاقتصاد المصرى فقد كان على شفا الانهيار التام، وخزينة البنك المركزى شبه خاوية. أما على صعيد علاقات مصر الخارجية فقد تم تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، وتحت ذريعة وصف ما جرى فى الثلاثين من يونيو بالانقلاب العسكرى فرضت دول عديدة عقوبات على مصر، بل تراجع دور مصر الإقليمى تماماً وانكفأت على ذاتها إلى الدرجة التى شجعت قوى صغيرة بل قزمية مثل قطر كى تعبث بالأمن القومى المصرى والوجود داخل البلاد.
بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد محاولاً استعادة التماسك الوطنى من ناحية ودعم الاقتصاد من ناحية ثانية، إضافة إلى استعادة دور مصر الخارجى بصفة عامة من عربى وأفريقى وإقليمى ونسج شبكة جديدة من العلاقات الدولية. ونجح الرجل فى تحقيق إنجازات كبرى على صعيد استعادة هيبة الدولة ودور مؤسساتها، عمل على تطوير جهاز الشرطة، وهو ما سوف يستكمل بصدور قانون الشرطة الجديد فى الأسابيع المقبلة، وعندما نتحدث عن دور الشرطة لا بد أن نذكر أن ظواهر سلبية خطرة قد تلاشت مثل الضباط الملتحين واختراق أنصار الجماعة للأجهزة الأمنية والعجز عن التصدى لعنف وإرهاب الجماعة وأنصاره. فى نفس الوقت وخلال مدة لا تزيد على العامين تم تطوير القدرات العسكرية المصرية وتسليح القوات المصرية بأسلحة جديدة فرنسية وروسية وصينية، على النحو الذى جعل ترتيب الجيش المصرى يقفز من الرابع عشر إلى العاشر عالمياً.
أما على صعيد الاقتصاد الوطنى فقد بذل الرجل جهداً ضخماً لتمكين الاقتصاد المصرى من النهوض مجدداً، دخل فى مشروعات عملاقة مثل قناة السويس الجديدة، باعتبارها أكبر من تفريعة جديدة هى مشروع قومى عملاق، هى عشرات المشروعات الاستثمارية، وأيضاً مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، مشروع ربط البلاد بشبكة متكاملة من الطرق، بناء مئات آلاف الوحدات السكنية الجديدة، صحيح أن الاقتصاد المصرى لم يتعاف بعد من أمراض السنوات الخمس الماضية، إلا أن الصحيح أيضاً أنه تم وقف التدهور وبدأت مرحلة استعادة العافية.
للحديث بقية