كلمة «الوطن»: 4 سنوات.. حكاية «وطن»
صورة أرشيفية
مضت 4 سنوات على صدور «الوطن». العدد الأول صدر فى 29 أبريل 2012، أى قبل شهرين من تولى الجاسوس محمد مرسى وعصابته الإرهابية حكم مصر. تستطيع أن تقول إذن إن «الوطن» وُلدت واشتد عودها ولمع معدنها فى ذروة المؤامرة على الدولة المصرية، لذا كان لا بد أن يكون انحيازها واضحاً من البداية: مع الدولة.. أو ضدها. لم تنتظر عصابة الإخوان طويلاً، خانت ثقة المصريين، و«اختيارهم الحر»، وانقلبت عليهم.. أرضاً وشعباً وهوية. فتحت جبهات ضد كافة مؤسسات الدولة: الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، واستهدفت الجميع بلا تمييز، فاحتشد الجميع ضدها، وكانت «الوطن» فى مقدمة الحضور. خضنا -كغيرنا- معارك طاحنة ضدها. كان لـ«الوطن» حصتها فى قوائم الاغتيال. وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو.. كانت مسيراتهم ومظاهراتهم، المدعومة بعناصر من الألتراس و«6 أبريل» و«الاشتراكيون الثوريون» وغيرهم، تمر أسفل مقر الجريدة وتتوقف بعض الوقت.. لتطلق هتافاتها المعادية، وشتائمها القبيحة، ورصاصها الحى أحياناً، بل وصل الأمر إلى حد اقتحام المقر وتحطيم محتويات طابقين منه. لكن إرادة «الوطن» لم تهتز.
فى الثلاثين من يونيو 2013، خرج المصريون من كل بقاع المحروسة، مستظلين بشعار واحد: «ارحل». ليس بحثاً عن خبز أو سولار أو ماء شرب، ولا دفعاً لظلم أو جبروت. إنما فقط لاستعادة بلدهم وهويتهم وهيبتهم. ثلاثون مليوناً خرجوا فى حراسة جيشهم الوطنى، وأسقطوا هذه العصابة.. وفى 3 يوليو 2013 عقدت حركة «تمرد» مؤتمراً صحفياً فى قلب جريدة «الوطن» قبل أن تنطلق إلى حيث يقف وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسى (آنئذ)، معلناً عزل محمد مرسى وإسناد سلطة الحكم إلى رئيس المحكمة الدستورية، المستشار عدلى منصور. كانت مرحلة انتقالية، وقفت «الوطن» خلالها، بكل بسالة، فى طليعة المدافعين عن الدولة فى حربها ضد إرهاب الإخوان وضد مؤامرات تنظيمهم الدولى، وضد الحكومات والأجهزة الداعمة لهما فى الخارج. دفعت «الوطن» ثمناً باهظاً لانحيازها، لكنها لم تنسَ فى غمار ذلك أن تفتح جبهة ضد «الفساد». أدركت الجريدة أن معركة استعادة الدولة ليست فقط ثورة «30 يونيو» و«إعلان الثالث من يوليو» و«تفويض السيسى» بالقضاء على الإرهاب. استعادة الدولة بالأساس تعنى إعادة بنائها، ليس فقط كمؤسسات، بل كـ«بشر».. هكذا أدركت «الوطن» أن ثمة معركة أخرى لا تقل أهمية: معركة بناء الإنسان المصرى، وهذا لا يتأتى إلا بتوعية المواطن بقضاياه الأساسية.
فى يونيو 2014 هجم المصريون على صناديق الانتخابات وصعدوا بـ«السيسى» رئيساً لمصر، وفى مطلع 2016 انتخبوا برلمانهم. اكتملت خارطة طريق 3 يوليو، وأصبح لدولتهم الجديدة شكل واضح. بدأت مصر تقف على قدميها بعد سنوات من الفوضى والمهانة. انفتحت على العالم وهرول العالم إليها: بدافع المصلحة أو اعترافاً بفضل. ارتفع شعار قديم: يد تبنى ويد تحمل السلاح. ظل انحياز «الوطن» واضحاً: ضرب الفساد بكل قوة.. ونشر الإيجابيات بحياد يليق بمن وعدوا فأنجزوا.
أربع سنوات مضت من عمر «الوطن».. كانت خلالها شاهداً على ولادة جديدة لـ«وطن» أكبر. وكان لـ«الوطن» -الجريدة- جنود يؤمنون ببلدهم ورسالتهم. كتيبة من الزملاء الصحفيين الأكفاء، وإدارة لم تبخل بمال أو جهد. المهندس محمد الأمين، صاحب هذا الإنجاز والأب الروحى لـ«الوطن».. الرجل الذى وقف برسوخ وشجاعة فى وجه الإخوان أثناء وبعد حكمهم، وكان موقفه من الدولة المصرية ولا يزال داعماً، ومدركاً لخطوطها الحمراء، من دون تباهٍ أو مزايدة أو ادعاء بطولة. ومعه أول رئيس تحرير للجريدة الأستاذ مجدى الجلاد، أحد «أشطر» وأكفأ أبناء المهنة، والذى ترك منصبه فى أغسطس 2015، لتدخل الجريدة مرحلة جديدة تولى خلالها الأستاذ عبدالفتاح الجبالى، أحد الكفاءات الإدارية والاقتصادية المتميزة رئاسة مجلس الإدارة، وتولى الأستاذ محمود الكردوسى أحد أهم الكوادر الصحفية والوطنية رئاسة التحرير (تنفيذياً) قبل أن يستقر المنصب عند الأستاذ محمود مسلم رئيساً للتحرير، وهو فضلاً عن كفاءته وأمانته المهنية التى يشهد له بها كل أبناء المهنة، يعد واحداً من أشرس الداعمين للدولة المصرية.. ناقداً ومؤيداً. وفى هذا السياق لا يمكن تفويت الفرصة دون التوقف أمام الدور المهنى والوطنى للدكتور أحمد محمود، المدير الفنى للجريدة. هذا الرجل الذى كان ولا يزال شاهداً على كل معاركها وإنجازاتها. تحيةلـ«الوطن» وهى تستهل عامها الخامس، ووعد بأن تظل، تحريراً وإدارة، داعمة لـ«وطننا» الأكبر.