المواطنون الشرفاء.. «صف تانى» لإرهاب «الصوت التانى»
أحد الشباب فى «مواجهات ما بعد الثورة»
لم يسمع بهم أحد قبل 5 سنوات، حتى نما مصطلحهم مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وحين خرج الملايين يطالبون بإسقاط نظام حسنى مبارك، كان نبت «المواطنين الشرفاء» يترعرع فى الظل، ومن ورائهم قوى أمنية، تخلَّى مبارك عن السلطة، لكن اللافت أن كل المليونيات التالية منذ ذلك التاريخ، وصولاً إلى اعتصام صحفيين بمقر نقابتهم اعتراضاً على اقتحام الأمن لـ«صاحبة الجلالة»، كان بها مشهد لهؤلاء «الشرفاء»، اسماً على غير مسمى.
من «يناير» لـ«الصحفيين».. «مدنيون بمهام بلطجية»
أعداد قليلة، تقف على الجانب الآخر من المتظاهرين، يهتفون تارة ويقذفون بالشتائم أو بالحجارة تارة أخرى، فى حماية قوات الشرطة.. علم مصر ولافتة تأييد يتم توظيفهما لـ«افتعال» مشاجرات تعيد الجميع إلى منازلهم أو «الشوشرة» على الأصوات المحتجة للتشويش عليها، هذه هى الصورة التى شهدتها أحداث عديدة، تكررت بمحيط نقابة الصحفيين بعد ساعات من الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة وبدء اعتصام مفتوح بمقر النقابة، وإذا بنا نرى امرأة تحمل الحجارة وتقذفها تجاه النقابة فى مشهد سينمائى وهى تردد: «يا خونة».
أحمد حكيم، أحد الصحفيين الذين تضامنوا مع دعوة مجلس النقابة وشارك فى اعتصام مفتوح بمقرها، استنكر المشهد: «كانوا نحو 10، بيشتموا بألفاظ خارجة ويحدّفوا بالطوب، وهددوا أى حد يخرج برا المقر»، المصطلح، الذى يتم توظيفه سياسياً، ظهر فى العديد من البيانات الرسمية والإعلامية، ومع تكرار استهلاكه فقد قيمته، حتى أصبح «المواطنون الشرفاء» اسماً لا تربطه أى صلة بمسماه الحقيقى.
«لا هم مواطنون يحترمون القانون والدستور، ولا هم شرفاء بالمعنى الحقيقى للكلمة»، يقول الكاتب عمار على حسن، الباحث فى الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذا المصطلح يسىء للمواطنين الشرفاء الحقيقيين، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، والذين لم يتحولوا إلى «أداة فى يد جهاز الأمن لقمع أى صوت».