أحد تصميمات سليمان لأم كلثوم
كعادته، كان يجلس في حجرته يستمع إلى الصوت المحبب لقلبه، وهي تحادثه: "والمساء الذي تهادى إلينا، ثم أصغى والحب في مقلتينا، لسؤال عن الهوى وجواب، وحديث يذوب في شفتينا"، لكنه في واحدة من الليالي، قرر ألا يكون مستمعا فقط.
محمود سليمان الطالب في كلية الهندسة، قرر التفاعل مع صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم بطريقة مختلفة، حيث صمم صورا جديدة لها من وحي خياله، باستخدام التكنولوجيا، أضفى إليها لمسات عصرية، أهداها إلى محبي السيدة، وعشاق فن الزمن الجميل.
"جيل التسعينيات" كان الشرارة التي أنارت الفكرة في ذهن سليمان، ففكرة أن الجيل الحالي لا يستمع لنجوم الزمن الجميل، وأن اهتمامهم منصب على النجوم الحاليين فقط، دفعته إلى مزج صور أم كلثوم بتصميمات عصرية، تعكس حب جيل التسعينيات إلى نجوم زمن الفن الجميل.
تصميمات عدة تضمنها مشروع سليمان عن "أم كلثوم"، فكل تصميم ابتكره، يهدف لإيصال معنى مختلف، والهدف الأكبر، أن يظهر سليمان أن أم كلثوم تصلح لكل زمان ومكان وجيل، يقول سليمان لـ"الوطن": "كان في تصميم مزجت فيه أم كلثوم بالفضاء، وكنت قاصد بيه إن أم كلثوم برده بتتسمع في عصر الفضاء والتقدم اللي احنا عايشينه، وكمان عشان كنت عايز أوصل إنها بده كائن (سوبر)، حققت اللي محققوش نجوم تانيين".
تصميم آخر أبرز فيه سليمان الطابع المميز، الذي عكس به كلاسيكية "الست" كما يليق بجيل "الأنتيكا"، وآخر عكس فيه روح الستينيات مع صورة لأم كلثوم، يبين مدى ملائمتها لهذا الوقت أيضا، إلى جانب عدد آخر من التصميمات، اعتمد فيها على صور نادرة لأم كلثوم، مع تصميمات عصرية وألوان شبابية جذابة.
على صوت الست الذي يدعم سليمان، كانت "الفوضى" طريقه إلى الإبداع، فهو لا يختار التصميمات أو الصور، بل تلفت نظره صورة ما بشكل عشوائي، لتنير الفكرة في ذهنه، ويبدأ تجربة عدة أفكار عليها، لتنتهي في النهاية بشكل قد يكون مغاير تماما لما بدأ به، لكنه يصب في نفس الاتجاه.
ردود الفعل التي تلقاها سليمان على مشروع "أم كلثوم" كانت مشجعة له، حيث قوبلت بإعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تفاعلوا معها واستخدموا بعض منها في حساباتهم الخاصة، ليطلبوا منه أن يوسع المشروع، ليشمل شخصيات وفنانين آخرين، ليستجيب ويقدم تصميما لـ"فيروز"، كما أنه ابتكر من قبل تصميمات للمخرج يوسف شاهين، والكاتبة الراحلة رضوى عاشور والفنان أحمد عدوية، أما محطته المقبلة في التصميمات، فهي "السندريلا" سعاد حسني.
تعليقات الفيسبوك