إذا كنت من هواة التصوير، ستدرك أنه بإمكانك البحث لساعات عن كل ما هو جديد في العالم، للدرجة التي يمكنك فيها الاحتفاظ بمئات الصور التي تجذب انتباهك، بغض النظر عن كونك تمارس التصوير من عدمه، وعلى هذا النهج بدأ حسن غنيم "مصور موبايل"، أولى خطواته في عالم التصوير، حيث اعتاد التجول في المواقع الإلكترونية، وحفظ آلاف الصور التي تعجبه على مدار أكثر من 4 أعوام، منذ أن كان طالبا في الإعدادية.
"كنت قريت إن الناس اللي بتتفرج على صور كتير باستمرار، بتبدأ عينيهم تشوف تفاصيل مختلفة وزوايا تانية غير اللي بيشوفها باقي الناس".. كان ذلك دافع غنيم، الطالب بكلية التجارة، لبدء رحلته في البحث عن "كيف صور هؤلاء الصور التي جمعها على مدار سنوات"، فبدأ بالتصوير بأبسط الإمكانيات المتاحة لديه "الموبايل".
فكرة التصوير بالموبايل استهوت غنيم، وبدأ يلتقط صورا في أثناء سيره في الشارع أو جلوسه في مكان ما، للمناظر الطبيعية والأشياء التي تجذب انتباهه، دون أن يعلم أن هناك فرعا في عالم التصوير اسمه "التصوير بالهاتف المحمول"، ولم يتعد الأمر حينها سوى محاولة إرضاء شغفه من الصور بمحاولة تطبيقها بنفسه، دون أن يدري أن هناك قواعد أساسية لذلك، يقول: "كنت بعمل ده بالصدفة جدا، لحد ما حسيت إني بقالي كذا سنة بصور ومعدتش المرحلة دي، عشان كده بطلت تصوير فترة، ورجعت تاني بعد ما قررت أجيب موبايل بكاميرا جودتها أحسن".
استخدم غنيم كاميرا "آي فون" ذات جودة عالية، وقرر إنشاء حساب على "إنستجرام" لنشر صوره، ومن هنا بدأ تلقي المردود الإيجابي على اللقطات التي يصورها، وهو الأمر الذي دفعه لتطوير عمله، والاهتمام بقواعد التصوير وأساسياته، لالتقاط الصور بشكل أفضل.
اتجه غنيم إلى الإنترنت والقراءة في مجال التصوير لتطوير مهاراته، يقول: "مكنتش أعرف حاجات كتير زي الضوء والكوادر، حتى تعديل الصور قريت فيه كتير، لدرجة إني بقيت بقعد أعدّل صور بالساعات وأنا مبسوط بده جدا، فالموضوع كله بالنسبالي محوره المتعة، متعة التصوير والتعديل وإني اطلع صورة حلوة بإمكانيات بسيطة".
ولأن عملية التصوير بالموبايل قد تعرض صاحبها لمضايقات في الشوارع، يفضل غنيم النزول مع بعض هواة التصوير بالموبايل أو الكاميرا في مجموعات، إلى أماكن يتم تحديدها مسبقا، لالتقاط الصور وتبادلها، ومناقشة أفضل السبل لتطويرها، يقول غنيم: "بحب اصور الناس من غير ما ياخدوا بالهم، عشان ردود أفعالهم تبقى طبيعية من غير ما يكون في مشاكل".
يستأذن غنيم بعض الناس في تصويرهم، إلا أنه في أوقات كثيرة لا يفعل ذلك، حيث يرفض كثيرون خوفا من أسباب كثيرة، يقول: "مرة كنت مع مجموعة وبنصور في الجمالية، وكنت بصور خراط في الورشة بتاعته، وقفني وقعد يسألني كتير انتوا بتصوروني ليه وكل شوية حد يصورني، وبتعملوا إيه بالصور، وكان عايز يتخانق، وكان فاكرنا بنصوره عشان نشوه صورة مصر، وقعدت شرحتله وفهمته الموضوع أكتر من ساعة".
"الموبايل لا غنى عنه".. فعلى الرغم من سعي غنيم لتطوير هوايته في التصوير من خلال استخدام الكاميرا، إلا أن ذلك لا يغنيه عن التصوير بالموبايل، يقول: "المصورين المحترفين نفسهم بقوا يصوروا بالموبايلات، وبقوا يكسلوا يطلعوا الكاميرا وأدواتها، في حين من الأسهل أنه يصور بالموبايل بكواليتي عالية برده".
تعليقات الفيسبوك