محاولة لإحياء «عين الشاعر»: يا صابت.. يا خابت
«عين الشاعر» قديماً
موقعها المتميز جعلها من أهم المقاصد السياحية فى الفيوم، لكنها مثل معالم كثيرة فى مصر امتدت إليها يد الإهمال فسقطت عنها صفة التميُّز، وتحولت من مقصد سياحى رئيسى للسياحة الداخلية إلى مجرد أنقاض.
«عين الشاعر»، إحدى عيون المياه الطبيعية فى منطقة حدائق السيليين بمحافظة الفيوم، استغلها مخرجو السينما والتليفزيون فى التصوير، واعتبرها الأجانب المقيمون فى مصر وجهة سياحية، لما تتميز به من إطلالة رائعة ومدرجات ترتفع وتنخفض حول مجرى مائى، ووفقاً للدكتور نبيل حنظل، الخبير السياحى، والمستشار السياحى السابق للمحافظة، فإن مياه «عين الشاعر» تدفّقت فى السبعينات، لتضيف إلى منطقة عين السيليين عمقاً واتساعاً، حيث أقيمت أمام العين، التى كُسيت بالرخام، شرفة واسعة، طالما شهدت ملايين الزوار، مشيراً إلى أن مياه العين كانت غنية بمكوناتها المفيدة صحياً، وهو ما دفع إدارة المنطقة إلى كتابة فوائد هذه المياه من الناحيتين الكيميائية والبكتيرولوجية على لافتة رخامية، لا تزال باقية حتى الآن.
رحلة انهيار وتدمير «عين الشاعر» بدأت منذ إقامة مصنع لتعبئة المياه المعدنية، الذى لم يكتفِ بحجم المياه المتدفّقة من العين، فتم حفر 7 آبار للشفط من مجرى العين مباشرة، دون استخدام نظام للفلترة، وأغلق المصنع أبوابه، وظلت أطلاله سنوات تشوه المكان: «توقفت العيون عن الضخ تماماً، ولم تُفلح الجهود المبذولة فى إرجاعها». لكن مؤسس السياحة بالفيوم، يرى أن هناك بصيصاً من الأمل بدأ فى الأيام القليلة الماضية، فى محاولة لاستعادة عين السيليين، والاستفادة من إمكانياتها، بإسناد إدارة المركز الحرفى، والكافيتريا لمتخصصين، مما يؤذن بعودة الحياة إلى المنطقة من جديد، وحتى تكتمل الصورة، ونفرح بعودة السيليين، وعين الشاعر من جديد، على حد قوله.