صورة أرشيفية
"يا رايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي"، تعد تلك الأغنية التي شدت بها المطربة الراحلة ليلى مراد، واحدة من أشهر الأغنيات التي تذيعها موجات الإذاعة وقنوات التليفزيون خلال موسم الحج من كل عام، ناهيك عن أغنية "القلب يعشق كل جميل" لكوكب الشرق أم كلثوم التي تزخر بمعاني روحانية شيقة عن شعور الحجيج خلال رحلتهم، إلا أن تلك الأغنيتين لا يعتبرا نهاية المطاف بالنسبة للمصريين، فتراثهم مليء بالأغنيات التي تعكس احتفالات كل أهالي "المحروسة" في جميع أنحائها بالحجيج منذ لحظة السفر وحتى العودة.
أما الصعيد فله طابع خاص في الاحتفال بموسم الحج ومباركة عودة "الحجيج" من رحلتهم، فمعظم أغنياتهم يغلب عليها الطابع الشعبي الذي يستخدمونه في أفراحهم، وتتصدرها "الربابة" التي تمتزج بتصفيق الحاضرين وزغاريدهم، فتلك أغنية يشدو بها عدد من المطربين بمحافظة قنا، يباركون فيها للمسافرين المقبلين على أداء فريضة الحج ويحكون مشاعرهم لحظة انطلاقهم من بلدتهم في طريقهم للحجاز، "يا هناهم يا هناهم الموعودين.. اسمع وصلي على النبي.. يوم طلعت انا من بلدي، سالت دموعي على خدي.. سبت الحبايب والخلان.. سبت الوالدة أمي بخيتة".
الغناء الشعبي كان له نصيب كبير في الاحتفال بموسم الحج، بفضل المطربة "فاطمة عيد"، التي عبرت أغنيتها "رايحة فين يا حاجة" عن آلاف السيدات اللائي يتمنين زيارة بيت الله وأداء فريضة الحج، ويمنعهم عن ذلك بعد الطريق وضيق ذات اليد، فتصدح: "بعيدة بعيدة يا طريق النبي.. بعيدة بعيدة وإن عطاني ربي لا أروحلك بعيدة.. ولا مال معاية لاجل أروح للنبي".
"بودني سمعته دق طبل السفر.. رقي يا طريق الحجاز".. كان ذلك هو نموذج لإحدى أغنيات التراث التي كان يشدو بها أهالي شمال سيناء قديما احتفالا بذهاب أحدهم للحج، فكانت عدد من السيدات تجلسن تحت نخلة كبرى ويشدين بأغاني جماعية ابتهاجا بأداء إحداهن لفريضة الحج، بحسب ما نقلته سهرة إذاعية قدمتها الإذاعية بثينة كامل بعنوان: "مصر التي لا نعرفها"، ونقلت نماذج لأغنيات خاصة بأهالي سيناء وبورسعيد والمنيا وكرداسة للاحتفال بـ"الحجيج".
أهالي بورسعيد والسويس كان لهم أغنيتهم الخاصة تعبيرا عن فرحتهم بالسفر للحج، غلبت عليها معالم "السمسمية" المخلوطة بـ"الطبلة والناي"، لتصحب صوت ذلك المطرب الشعبي الذي تعالى صوته: ""يالا بينا يا حج نسافر، نزور نبينا طه الهادي.. لما روحنا لجبل الطور، أحرمنا قلنا عليكو دًستور.. يا فرحة الحجاج بالنور".
تعليقات الفيسبوك