صور أشهر المغنيين المصريين على مدخل مقهى عم "سعيد"
يرتفع صوت أم كلثوم صادحا بكلمات أشهر أغانيها "مدام تحب بتنكر ليه؟" بين جوانب المقهى، ليغطي على ضجيج الزبائن العالي، ليتناسب مع الصور التي انتشرت في أرجائه وعلى مدخله، والتي كان معظمها لفناني الزمن الجميل من المطربين التي تعلم المصريين منهم معنى الغناء الحقيقى.
"كارم محمود، أم كلثوم، محرم فؤاد" صور اختارها صاحب المقهى "سعيد حنفي" لتكون في مدخلة ويراها الجميع، بينما عٌلقت صور عبدالحليم حافظ ومحمد عدوية، ووردة على جدرانه الداخلية، رغبة منه في إحياء التراث الذي كاد يختفي تماما من حياة المصريين: "الناس نسيت أصوات حلوة اتعلمنا ألغنا على أيديها وإحنا صغيرين وأبسط شيء نعمله أننا نفتكر الناس دي حتى لو بصور شخصية ليهم نحطها أدام عيونا علشان نفضل فاكرينهم".
يبدي "سعيد" حزنه الشديد لما آل إليه حال الغناء المصري، وانتشار الأغانى والفيديو كليبات التي تسيء للمصريين أكثر ما تعبر عن ثقافتهم: "أنا معرفش إزاي الحاجات دي انتشرت، لا بتوافق أخلاق الناس ولا حياتهم، ومع ذلك الشباب الصغير بيحبها وبيرددها طول الوقت كأن مفيش غيرها".
أكثر ما يزعج سعيد، في الخمسين من عمره هو أن على الرغم من محاولته لإحياء التراث المصري سواء بصور الفنانين أو الحرص على إذاعة الأغاني القديمة، إلا إن رواد المقهى من صغار السن يأتون ليطلبوا منه غلق تلك الأغاني لعدم رغبتهم في الاستماع إليها أو يطلبون منه أن يذيع الأغاني الحديثة: "آلاقي شباب بيقولي أنا بحب فرتكة فرتكة وأغانى المهرجانات، وساعات بتخانق معاهم وأرفض طلبهم وساعات أقعد أناقشهم بالعقل، لكن عمري ما شغلت الأغاني اللي بيطلبوها دي ولا هاشغلها، لأني مش مقتنع بيها".
يصمت "عم سعيد" لحظة ثم يقول بصوت يغلبه التحدي: "أنا عارف أن الحال هيتحسن وبكرة يكون هناك مغنيين كويسين أحسن من أم كلثوم وعبدالحليم كمان ويكونوا بيعبروا عن مصر وقيمتها الكبيرة، بس إحنا نصبر".
تعليقات الفيسبوك