الاغتصاب فى المدارس.. كابوس يطارد التلاميذ
الاغتصاب فى المدارس
الجرائم متكررة.. والجناة يفلتون من العقاب
العدل لا يتحقق قريباً، والحق لا ينتصر دوماً، الدرس الأول الذى يتلقاه أطفال فى مقتبل الحياة، يتحول اليوم الدراسى لهم لكابوس، سيراودهم مدى الحياة، يفقدون إحساسهم بالأمان للأبد، بعدما يتعرضون لوقائع اغتصاب وهتك عرض بشعة، تلك الوقائع التى أصبحت تتكرر فى المدارس بصورة ملحوظة خلال العامين الماضيين، تتداولها بعض وسائل الإعلام كوسيلة للإثارة ولفت نظر المشاهد، ولكنها لضحاياها الكابوس الذى لا ينتهى. «كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء».. بيت شعرى لمحمود درويش، ربما يردده أهالى الأطفال الضحايا، الذين اعتادوا قراءة أخبار حوادث اغتصاب الأطفال فى الصحف، ولم يظنوا أن القدر سيضعهم أمام هذا الاختبار الصعب، حيث يعانون وحدهم فى إعادة تأهيل أطفالهم نفسياً وصحياً، لتخطى تلك اللحظات الأليمة، ويمضون فى رحلة طويلة شاقة بين مصلحة الطب الشرعى وأقسام الشرطة والمحاكم، أملاً فى الحصول على حكم قضائى عادل. يؤكد حقوقيون ضرورة تدخل وزارة التربية والتعليم لفرض رقابة صارمة على المدارس، ووضع آليات جديدة لتطوير منظومة الطب الشرعى فى مصر، حيث يساهم تأخر صدور تقاريرها، واتباعها لتقنيات قديمة للكشف على الأطفال، فى ضياع حقوقهم، بينما يقول إخصائيون نفسيون إن جرائم الاغتصاب لا ينساها الطفل أبداً، ويعيش بها مثل الجرح الغائر فى ذاكرته، أما هتك عرض أطفال ذكور على وجه التحديد فيمثل خطورة كبيرة على المجتمع، خاصة إذا لم يتلق الطفل رعاية نفسية كافية، قد يتحول إلى جانٍ ويرتكب نفس الجريمة فى حق أطفال آخرين.