ينسبه المصريون لأنفسهم واللبنانيون يفعلون الشيء نفسه، فكان شخصية تعامل على أنها "عربية" دون النظر إلى ديانته اليهودية، التي شكّلت أزمة لبعض الفنانين في السينما المصرية، لم يعامل "إلياس مؤدب" غير على أنه فنان كوميدي عربي يبتسم الجمهور بمجرد رؤيته.
ولد "إلياس مهذّب ساسون" في 6 فبراير 1916، وهو من خريجي مدرسة "الليسيه" سنة 1932 وأفرد الكاتب أحمد رأفت بهجت في كتابه "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"، مساحة لـ"إلياس" اليهودي الديانة، الذي تقول "ماجدة صبرا" في كتابها "بانوراما السينما اللبنانية" أنه نبتت جذوره الأولى في لبنان ثم أورقت شجرة وجوده وأينعت في مصر، وقال "عرفة عبده علي"في كتابه "يهود مصر"، إن "إلياس" أحب الغناء والتمثيل وعمل منولوجست في الأفراح واشتهر بتقليد اللهجة الشامية، بحيث رسخ في أذهان الكثيرين أنه لا بد أن يكون من أصل لبناني أو سوري، والواقع أنه من أب سوري اكتسب الجنسية المصرية من زمن بعيد، وأم مصرية من ضاحية بطنطا.
"مؤدب" من أسرة تخصصت في عمل النظارات وبيع وتصليح الساعات، وكان يملك مع شقيقه محلًا صغيرًا بشارع عبدالعزيز أمام محلات "عمر أفندي"، يعملان نهارًا في المحل وفي المساء كان تخت "إلياس" يتكون من خمسة، شقيقه عازف العود والباقون من أبناء عمومته، والجميع فنانون وصناع نظارات، وكان أول مونولوج أذاعه إلياس "من فوق لتحت" بالفرنسية، فكان يسكن شارع "سوق الفراخ" بحارة اليهود.
ظهر لأول مرة عام 1944 في الحفلات الخيرية، وفقًا لكتاب "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"، وكان منظمو الحفلات يرفضونه قبل مشاهدته حتى تعرّف على "بشارة واكيم" و"إسماعيل ياسين"، اللذين فتحا له الأبواب للعمل في أماكن عديدة، وتعرّف من خلالها على ببا عز الدين التي عمل معها، واستطاع بعد ذلك أن يشق طريقه بسرعة، ويقف في "الأريزونا، والأوبرج، وحلمية بالاس"، ويلقي المونولجات باللغة العربية، ثم يلقي ترجمتها باللغة الفرنسية أو اليونانية.
15 جنيهًا، هو أول أجر تقاضاه إلياس في فيلم "هدية"، ولكن أول شهرة تحققت له في السينما كانت عندما غنّى ضمن إسكتش "اللي يقدر على قلبي يخطفه وأنا أجري وراه" من فيلم "عنبر" لليلى مراد.
تميل أفلام "إلياس"، التي قام فيها بدور الشخصية اللبنانية إلى التعبير الكوميدي، ويكاد الهزل الساخر أن يكون الطابع العام الذي يميزها، ومع ذلك حافظ في أغلبها على التعامل بحذر مع العلاقات العربية، ورغم كونه يهوديًا إلا أنه كان نادرًا ما يقدّم الشخصية اليهودية في أفلامه.
تعليقات الفيسبوك