معشر الصابرين على حال البلد: مين اللى قال إنها «انتفاضة خبز»؟
خلف الله
فى 1977، خرج المصريون فيما عرف باسم «انتفاضة الخبز» رفضاً لزيادة أسعار العديد من السلع الأساسية، لكن المسمى عاد من جديد، بعد احتجاجات محدودة على قرار وزير التموين، الذى طالب بتقليل حصة الخبز من الكروت الذهبية، ورغم ارتفاع أسعار كثير من السلع الأساسية مؤخراً، كالزيت والسكر والمواد البترولية، لكن المصريين رفضوا الخروج فى مظاهرات أعلن عنها فى وقت سابق، كما رفضوا مؤخراً محاولات إثارة الفتنة التى قادها بعض الإخوان على صفحات التواصل الاجتماعى.
كان جمعة خلف الله صبياً فى الـ15 من عمره، حين اندلعت مظاهرات فى القاهرة رفضاً لإجراءات تقشفية أعلن عنها عبدالمنعم القيسونى، نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية آنذاك، وأطلق عليها فى ذلك التوقيت «انتفاضة الخبز»، لأن سعره كان على وشك الزيادة بنسبة قدرها 50%، لكن الرجل عاش ليشهد حالة أخرى من الزيادة فى الكثير من السلع الأساسية، التى رأى ضرورة الصبر عليها لحين المرور من الأزمة المالية المتعثرة التى تمر بها الدولة «بلاش نقرب من العيش عشان ده اللى الناس بتعتمد عليه مع أى غموس» نطق بها الصعيدى الذى أتم الـ55، مبدياً استياءه من تشبيه احتجاجات البعض عقب قرار وزير التموين، بانتفاضة الخبز: «إحنا صابرين على الغلاء، ومحدش فينا قال حاجة عشان البلد تقوم من تانى، لكن المرة الأولى المظاهرات خرجت فى كل حتة».
على صفحات مواقع التواصل كان للإخوان ووسائل الإعلام المغرضة دور فى إثارة الفتنة ومحاولة شحن الناس، بترديد جملة «انتفاضة الخبز»، وذهب كثير منهم إلى تدوين عبارات تحمل الإساءة للدولة، كالتى دونتها قناة الجزيرة على صفحتها «عض قلبى ولا تعض رغيفى.. إن قلبى على الرغيف رهيف، مبدأ عام لكل مصرى فى حياته أثبتته تظاهرات انتفاضة الخبز أمس»، وهو ما اعتبره سيد عبدالله محاولة فاشلة لقلب الحقائق.
أما محمد عبدالمعز، الستينى الذى رأى ظلماً واضحاً فى مقارنة ما حدث من بعض الاحتجاجات بانتفاضة الخبز التى رآها بنفسه حين كان شاباً: «ساعتها الناس كان فى وعود برخاء فلما جالهم العكس غضبوا».
عبدالمعز