أفيش فيلم عشرون ألف فرسخ تحت الماء
"عالم الأدب"، تلك السطور التي تتحول إلى واقع مع الوقت حتى "الخيالي" منها، فلم يكتف الأدب بأسر العقول لعذوبة معانيه وروعة تشبيهاته، لكنه أخرج للعالم اختراعات لم يكن كاتب العمل نفسه ليتوقعها على أرض الواقع أحيانا.
"جول فيرن"، كاتب رواية "من الأرض للقمر"، يتربع على رأس مبدعي أدب الخيال العلمي، فروايته التي سبقت رحلة "أبوللو 11" بقرن من الزمان أو يزيد، ذكر فيها عام 1865 تفاصيل رحلة رواد فضاء على متن صاروخ تم إطلاقه إلى القمر، بينما تم إطلاق الصاروخ الأمريكي بـ"نيل أرمسترونج" ورفاقه عام 1969.
لكن لم تكن "من الأرض إلى القمر"، هي الوحيدة من أعمال "فيرن" التي تناولت أحداثا تحققت في الواقع بعد ذلك بعدة سنين، فالأديب الفرنسي له باع طويل في ذلك الأمر، ومن أشهر أعماله في ذلك المجال "عشرون ألف فرسخ تحت الماء"، تلك الرواية التي صدرت عام 1870، وجاب فيها الكابتن "نيمو" البحار على متن غواصته الرهيبة "النوتيلوس"، بعد أن حول خيال "جول فيرن" الغواصة البسيطة التي اخترعها الهولندي "فون دريبل" على أرض الواقع عام 1620، إلى وحش بحري رهيب مزود بـ"السونار"، وله القدرة على الوصول من أمريكا للقطب الشمالي ذاته، وهو بالطبع ما لم يتحقق قبل عام 1953، أي بعد ما يقرب من 300 عام بعد صدور رواية "فيرن"، لتصبح "النوتيلوس" هي الأشهر بين الغواصات في الأعمال الأدبية، وتظهر على شاشات السينما في الفيلم الذي أنتجته "ديزني" وحمل اسم الرواية عام 1954، لنرى مغامرات الكابتن "نيمو" والبحار الشجاع "نيد لاند".
عادت الغواصة الرهيبة "النوتيلوس" لشاشات السينما مرة أخرى عام 1997 في نسخة حديثة من الفيلم نفسه، قبل أن يظهر كابتن "نيمو" وغواصته عام 2003، مع فريق من أغرب أبطال السينما الأمريكية الذي جمعهم فيلم The League of Extraordinary Gentlemen، في مهمة شاقة لإنقاذ العالم في 96 ساعة فقط.
بالطبع لم يكن من الممكن أن يترك عالم الكارتون رواية كـ"عشرون ألف فرسخ تحت الماء"، دون أن يضيف أحداثها إلى عالم شخصياته التي تأسر الجميع صغارا وكبارا، لتستمر رحلة "النوتيلوس" عبر العصور، بعد أن ردت الجميل لكاتبها وخلدت اسمه بصورة لم يكن يتوقعها عند كتابة سطورها.
تعليقات الفيسبوك