«أسامة» فواعلى وبطل رياضى.. الصبح يشيل «رمل» وبالليل يشيل «حديد»
«أسامة» والميداليات الكثيرة التى حصدها
فارق كبير بين حياته فى الصباح وحياته فى المساء، تراه قبل شروق الشمس يستعد لعمله فى المعمار يرتدى ملابس رثة ويحمل أدوات «الفواعلية»، ومع غروب الشمس ينفض التراب عن ملابسه ويرتدى ملابس رياضية ويذهب إلى مركز شباب أبودشيشة التابعة لمركز بلقاس بمحافظ الدقهلية، لمواصلة تدريبه، حيث يُصنف كبطل فى «مصارعة الذراعين» وحصل فيها على 6 بطولات دولية و35 بطولة محلية على مستوى المحافظات.
غرفة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار داخل مركز الشباب، يتدرب فيها كابتن أسامة الباز، 36 عاماً، غير عابئ بعمله الصباحى، بل مدين له بالفضل فى الإنفاق على رياضته التى تتطلب مصاريف كثيرة: «باتدرب بدون إمكانيات تقريباً، بار حديد بسيط، ووزن 200 كيلو بدون أى أجهزة أخرى، لكن عندى إصرار إنى أكمل المشوار وأفوز فى بطولات تانية وعلى مستويات أعلى». راتبه من عمله كمدرب فى لعبة «مصارعة الذراعين»، لا يتعدى 150 جنيهاً شهرياً ويحصل على حافز رياضى سنوى لا يغنى ولا يسمن من جوع، لذلك يواصل العمل فى «المعمار»: «باشيل طوب، أسمنت، أى حاجة أعيش منها وأصرف على الرياضة بتاعتى لأنها محتاجة مصاريف وتغذية». متمنياً أن تهتم به الدولة وترعى كفاءته: «لما تقرب أى بطولة مشارك فيها باروح أتدرب فى ستاد المنصورة عشان إمكانيات التدريب أفضل، لكن مابقدرش أروح كتير عشان مصاريف المواصلات، التنقل للاستاد بيكلفنى 25 جنيه فى اليوم».
يتمنى «الباز» أن تدعمه الدولة وترعى كفاءته فى هذا المجال: «لما بشارك فى بطولات بره بلاقى الدول التانية مهتمة أكتر باللاعبين وبتدعمهم وبتصرف عليهم حتى فى شكلهم الخارجى ولبسهم، فيه اهتمام عن مصر»، مؤكداً أنه قدم عدة مذكرات لجهات مختلفة لكنه لم يحصل منها على أى رد، ويضطر إلى صناعة أجهزة بدائية من الخشب والحديد ليتمرن عليها أفضل من لا شىء.