اعتاد العالم على مشاهدة حروبًا تستمر لمدة عدة سنوات، والقصير منها يستمر لبضعة أشهر، إلا أنه ربما لم يتوقع أحدًا أن تكون اندلعت معركة حربية وانتهت في غضون دقائق.
ووفقًا لما قالته "الموسوعة البريطانية"، اندلعت حربًا في أغسطس 1896 بين سلطنة زنجبار وبريطانيا، ولا توجد تأكيدات حول المدة الفعلية لأمد هذه الحرب، فقد قالت بعض المصادر إنها استمرت 38 دقيقة، بينما قالت أخرى إنها امتدت لنحو 40 دقيقة، لكنها لم تتجاوز 45 دقيقة على أقصى تقدير، لتكون أقصر حرب في التاريخ.
امتدت سلطنة زنجبار على طول ساحل الشرق الإفريقي، وأنشئت في القرن التاسع عشر بعد انفصالها عن التاج العماني.
في هذا الوقت كانت تهيمن بريطانيا على العالم، وقامت باحتلال مناطق في زنجبار حتى أصبحت محمية تابعة لها.
وتقول الموسوعة البريطانية، إن تلك الحرب القصيرة وقعت بعد استلام خالد بن برغش، المعادي للإنجليز، الحكم في زنجبار عند وفاة السلطان حامد بن ثويني، وذلك لأن الإنكليز كانوا يرغبون في تولي السلطان حمود بن محمد، الموالي لهم، السلطة.
وقد أرسل الإنجيز عدة تحذيرات لخالد لإخلاء القصر الذي يسكن فيه في ستون تاون، لكنه بدلا من ذلك جهز الجيش والمدفعية لمحاربة الإنجليز.
وبعد رفض خالد للتحذريات، أرسلت بريطانيا جنودا وخمس سفن حربية إلى ساحل زنجبار صبيحة يوم 27 أغسطس، وحذرته بريطانيا مجددا من هجوم وشيك إذا لم يستسلم.
ورفض مرة أخرى، فقصفت السفن القصر الذي كان يتخذ مقرا للسلطان ما دفعه إلى الانسحاب والاستسلام، وتم استبداله بحمود سلطانا على زنجبار في ظهيرة اليوم نفسه.
ومنحت بريطانيا الاستقلال لزنجبار في ديسمبر 1963 كسلطنة ذات سيادة، وصارت ملكية دستورية ثم جرت فيها تغيرات سياسية أدت إلى اتحادها مع جمهورية تنجانيقا لتشكيل دولة تنزانيا.
تعليقات الفيسبوك