في مثل هذا اليوم من العام 1941، رحل عنا "أبو الاقتصاد المصري" طلعت حرب، عن عمر ناهز 74 عاما في القاهرة، وتزخر الكثير من الكتب والمجلدات العلمية باسم طلعت حرب، بداية من المساهمات الأدبية والثقافية، التي كان أبرزها معارضته الشهيرة لكتابات وأفكار قاسم أمين، وجعلته يصدر كتابيه "تربية المرأة والحجاب وكتاب فصل الخطاب في المرأة والحجاب".
تحدث قاسم أمين في كتابه، عن تحرير المرأة باعتبارها بوابة لإصلاح الأمة، وأكد أهمية تعليمها، ثم حجاب النساء والدعوة إلى التخفف منه، ثم تحدث عن المرأة والأمة، وأخيرا عن العائلة ليرسخ أهمية التعليم للأمة أولا، ثم العائلة بصفتها النواه الأولى للأمة.
أما طلعت حرب، فكان يخالف تمام قاسم أمين، فاستقى كتابه من مقالات فريد وجدي، التي أكد فيها عدم مساواة المرأة للرجل، وكثير من حجج هذا الرأي، وكانت من كلاسيكيات خطاب تحرير المرأة والخطاب المناهض له.
كان طلعت حرب متعدد المواهب، ولولا إخلاصه وتفرغه لدعم ومساندة ثورته الاقتصادية، لأصبح واحدا من كبار المفكرين والكتاب العرب، بدأ حياته بتأليف الكتب، بخاصة وهو يمتلك الموهبة والأسلوب الجميل والفكر القوي، وعمل في الصحافة، وكانت له آثار صحفية وأدبية بارزة، فمن أبرز كتاباته كتاب "قناة السويس"، وكتاب "علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك المصريين أو بنك الأمة".
كانت له معارك فكرية كبيرة، حيث خالف اجتهادات قاسم أمين في قضية تحرير المرأة، وكان طلعت حرب محافظا في أفكاره، ويقدّس تقاليد الآباء والأجداد، مع ميل إلى التجديد والاقتباس من كل ما يفيد وينفع من مخترعات الأوروبيين وأفكارهم.
لم يعارض "طلعت حرب" دعوة "أمين" لتعليم المرأة من حيث المبدأ، لكنه يختلف معه من حيث الأفضلية والأولوية بين الذكور والإناث ونوع التعليم الذي يجب أن يتلقاه كل منهم.
تعليقات الفيسبوك