من بين أبناء قريته «تنيدة» بمحافظة الوادى الجديد، تميز «عادل» على مدار 15 عاماً بفنه المختلف، من خلال النحت والحفر على جذوع النخيل وعلى أنواع أخرى من الخشب، والرسم على الرمال، باستخدام أقل الإمكانيات، لعدم قدرته على الإنفاق على فنه ودعمه مادياً، بالقدر الذى يجعله معروفاً بين كثير من النحّاتين، ما اضطره إلى تخصيص جزء من منزله وعمل متحف صغير، قلما يتردد عليه المارة.
يعمل عادل محمود (35 عاماً) 15 ساعة متواصلة فى بعض المشغولات اليدوية باستخدام مخلفات النخل والجريد، من خلال «مبرد، أزميل، منشار»، ليقدم أشكالاً من التراث الشعبى القديم فى شكل تحف صغيرة، إلا أنه ما بين الحين والآخر يصاب بنوبات إحباط، لعدم اهتمام أهالى القرية بفن النحت، وعدم تمكنه من المشاركة فى المعارض الفنية داخل وخارج بلدته: «للأسف معنديش أدوات أغلى.. نفسى أشتغل أكتر وأبقى معروف والناس تتكلم عنى.. والمحافظة تساعدنى أخرج أعمل معارض وأعرف الناس بفن النحت». «القرية كلها مفيهاش غيرى بيشتغل فى النحت وبرضه محدش بيشتريه لأنهم مش عارفين قيمته».. كلمات يائسة يعبر بها «عادل» عن استيائه من تجاهل أهالى قريته، وباقى المحافظة، لفن النحت والمشغولات اليدوية، على الرغم من احترافه للنحت فإنه ينقصه بعض الأدوات التى تساعده فى عمله.
يعتمد «عادل» على الرحلات المدرسية من القرى المجاورة، لعرض أعماله عليهم وشراء بعض التحف الصغيرة: «هما دول الناس اللى بتيجى تعبرنى وفلوسهم على قدهم لأنهم طلبة وكل فين وفين على ما حد يشترى منى».
تعليقات الفيسبوك