في إحدى قرى صعيد مصر نشأ وترعرع وعاش حياة دراسية ليست بالجيدة وعلى عكس ما تمنى، ولكنه لم ييأس في أن يصل إلى حلمه بأن يكون شخصا يتحدث عنه الجميع، وتقوم إحدى أكبر الشركات العالمية باستضافته بل وتقرر العمل معه.
أحمد جودة.. شاب مصري من عائلة صعيدية متوسطة الحال، انتهى من تعليمه في الثانوية الأزهرية في عام 2002، ثم التحق بكلية تربية جامعة الأزهر قسم الكيميا والطبيعة، ليطلق عليه أصدقاؤه لقب "أحمد كيميا" لدخوله قسم الكيميا، "قَعَدت فيها 5 سنين وسبتها بسبب إني عدلت على دكتور وسط المحاضرة وكان بيسقطني كل سنة".
بعد تركه لكلية التربية التحق الشاب الذي يبلغ من العمر 32 عامًا بكلية التجارة جامعة عين شمس، كما التحق في نفس الوقت بأكاديمية الحاسب الآلي، ولكنه لم يحب دراسة المحاسبة، ما جعله يترك كلية التجارة ويضع كل تركيزه في أكاديمية الحاسب الآلي وبالفعل بعد انتهاء السنة الأولي حصل "كيميا" على الترتيب الأول على الدفعة بالأكاديمية، "دخلت بعدها آداب ترجمة إنجليزي وكنت متفوق جداً فيها بسبب حبي للإنجليزي".
مع كل هذا التخبط الدراسي لـ"كيميا" كان يعمل من أجل كسب المال ليستطيع العيش، "اشتغلت عامل بشيل طوب ورمل واسمنت، وغسلت أطباق وكبايات، واشتغلت مساعد شيف وبعدها شيف".
بعد كل ذلك اشترى الشاب الثلاثيني كافيتريا لحسابه الشخصي في الأكاديمية التي كان يدرس بها، وفي الوقت نفسه تعلم حرفة النقاشة والديكور وبدأ يعمل في هذا المجال لحسابه بمفرده، "الشغل زاد وابتديت أجيب نقاشين ومساعدين يشتغلوا معايا، الشغل زاد أكتر وبَقى شغال معايا 12 نقاش و4 مساعدين".
لم يتوقف طموح كيميا عند هذا الحد بل بدأ يعمل في مجال الترجمة الفورية، "بدأت اتعامل مع أجانب وأترجملهم فوري في أي مشوار يروحوه وكنت بتحاسب الساعة بـ10 دولارات"، وأثناء عمله ساعد أحد الزبائن من أمريكا تعرض للنصب في استرداد المبلغ المسروق بتوكيله لأحد المحامين في القضية وقيامه بمهام الترجمة وتخليص الأوراق.
وبعد هذا الموقف عرض الزبون الأمريكي على "كيميا" أن يوفر له عملا في أمريكا، "ساعتها شغل النقاشة والديكور كان مكفيني وزيادة، قعدت 6 شهور أفكر وبعدها وافقت وبدأت أخلص في إجراءات السفر".
استطاع "كيميا" أن يعبر الامتحان الخاص بالترجمة ليسافر بعدها إلى أمريكا وبعد 3 أسابيع من بدء العمل استطاع أن يثبت نفسه وتمثل ذلك في منح الشركة له جائزة أفضل موظف في الشهر.
"اتعلمت إنجليزي عن طريق إني كنت بحفظ كل يوم من 10 لـ 20 كلمة وأراجع عليهم آخر الأسبوع"، في عام 2004 تعرف "كيميا" على شباب من بريطانيا، "كنت أقولهم اتكلموا بالراحة عشان أفهمكم وأجبرت نفسي إني أركز أوي في السماع وإني استخدم الكلمات اللي حفظتها في التحدث".
لم يتلق الشاب الصعيدي كورسات لتعلم اللغة الإنجليزية طيلة حياته، كان يقوم كل يوم بمشاهدة فيلم إنجليزي ليتعلم كلمات جديدة، هدفه في أن يكون مثالا للجميع جعله يقوم بتسجيل فيديوهات عن كيفية تعلم اللغة الإنجليزية لتبدأ فيديوهاته تنتشر بعد فترة قليلة من تنفيذها.
"إدارة الفيس بوك ادتني صلاحية إني أكسب فلوس من خلال الإعلانات بتاعت الفيديو اللايف اللي أنا بعملها"، كما قامت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باختيار "كيميا" كأحد الأشخاص المؤثرين في مصر على السوشيال ميديا، ليستغل "كيميا" هذا بأن يمنح يوميًا أرباح إعلانات الفيديوهات الخاصة به لشخص واحد من متابعيه.
"مش بسيب أي حاجة تفيد أهل بلدي سواء كانت تعلم لغة أو مصدر رزق من شغل الفريلانسر أو غيره إلا لما أقولهم عليها"، مؤخراً تم استضافة "كيميا" بمقر شركة فيس بوك لكي يتعرف على الشركة من الداخل وعلى بعض أهدافها المستقبلية ورغم كل ما وصل إليه إلا إنه ما زال طموحًا يسعى لتحقيق مزيد من الأحلام ، "أنا حتة واحد صعيدي شقي وتعب في حياته لحد ما نجح ومش عايز أهل بلده يتعبوا كل التعب دا عشان يوصلوا".
تعليقات الفيسبوك