"معلش يا بني.. بكره تخف وتبقى كويس"، كلمات يُطيّب بها والده المكلوم، بعد أن يطبطب عليه، لتهدأ أنفاس الصغير اللاهثة، ويغفو قليلا، ليستيقظ على دماءٍ تُغرِق وسادته، لتنهمر دموع أبيه في أحضان أبنه الصغير "يوسف أسامة" أبن العشرة أعوام، الذي يعاني من سيولة في الدم، عجز أبيه عن مواصلة علاجه.
"يوسف ورث المرض عن والدته المتوفاه قبل عامين وخايف أفقد أبني الوحيد زي ما فقدت أمه"، قالها والده الذي يعمل في تصليح الأدوات الكهربائية، الذي يبحث بالكاد عن قوت يومه، المطالب بعد عمل يوم شاق لاحتضان طفله المريض ليخفف أوجاعه.
يقول والد يوسف: "أنا أرزقي على باب الله يوم شغل ويوم لا ومرض يوسف وأمه قبله هدني واضريت أبيع اللي ورايا واللي قدامي علشانهم"، كلمات أشبه بالطعنات تخرج من قلب رجل عزت عليه نفسه، وهان على مؤسسات طبية طرق بابها، لعلاج أبنه.
وتابع والده في حسرة وحزن: "يوسف كان بيصرف حقنتين أسبوعيا من هيئة التأمين الصحي التابع لمدرسته في منطقة طوسون بالإسكندرية، وبعدها صرفوا لي حقنة واحدة لأن تكلفتها 1400 جنيه، ما أدى تدهور حالته".
انتكاسة جديدة في حياة "أسامة" الذي فقد شريكة الحياة، وهاهو في انتظار فقد ثمرة فؤاده، "نقص صرف الجرعات المحددة، تتسبب في موته بالبطيء، وكل يوم استيقظ من النوم، أجده غارقاً في الدماء".
ولضيق ذات اليد، ينتظر "أسامه" نظرات الشفقة من هذا وذاك، ويتسول جرعات العلاج لأبنه، حسبما وصف حالته، مستكملاً "ابني مش عارف يواظب على دراسته، وبيموت كل يوم، ومحتاج التأمين الصحي يساعدوني في استكمال علاجه، علشان يعيش حياه طبيعية".
تعليقات الفيسبوك