دقائق وينسحب آخر ضوء للشمس، ويتغير المشهد فى تلك المساحة التى تمتد بطول ممشى الكورنيش من منطقة ماسبيرو وحتى أسدَى قصر النيل، فالزبائن اختلفت. من طلاب هاربين من مدارسهم فى الصباح إلى أسر تخرج للتنزه فى المساء. اختلاف يحتم على الباعة وأصحاب الكراسى تغيير الأغانى التى تبث عبر سماعات ضخمة، من مهرجانات فى الصباح إلى إغان قديمة فى المساء.
يعمل محمد دسوقى على الممشى منذ 7 سنوات، يضع عدداً من الكراسى البلاستيكية بمحازاة النهر، وإلى جواره بعض التسالى، بينما تستقر خلف بضاعته سماعتان تبثان الأغانى طوال اليوم: «كل المهرجانات والشعبى والأغانى الهلس بنشغله الصبح، علشان ده الوقت اللى العيال بتهرب فيه من المدارس»، قالها الشاب وهو يمسك «فلاشة» صغيرة، كتب عليها «شعبى»، بينما كانت الأخرى التى دُوّن عليها «قديم» تحمل عدداً من الأغانى القديمة: «بالليل بييجى ناس رايقة وحبيبة، وفيه عرب بييجوا كمان، فماينفعش نشغل أغانى الميكروباصات ساعتها».
«عيون القلب»، «ألف ليلة وليلة»، «آخر أيام الصيفية» و«سواح»، أغانٍ يسمعها من يتمشى فى تلك المساحة، بينما يصل صوت الأغانى الشعبية مع المراكب التى تقل بعض المتنزهين فى النيل: «الموضوع مش باتفاق مننا كبياعين هنا، لكن بالإحساس، ماينفعش يبقى راجل ومراته قاعدين قعدة حلوة، وأشغل أديك فى السقف تمحر»، يحكى عدوى محمود، أحد الباعة على الممشى، وهو يشير بيده إلى شاب وفتاة اعتقد أنهما مخطوبان: «دول مثلاً مستحيل يقفوا هنا لو الأغانى مش على هواهم».
لا يُغيّر محمود شعبان الأغانى التى تعمل لديه، إلا بطلب من فئة بعينها: «أصل لو شغلت على ذوق كل واحد هاتعب، لكن لو واحد عربى طلب حاجة لازم أسمعها له علشان ده ضيف، وماينفعش نزعله».
تعليقات الفيسبوك