فيلم تسجيلي مصري يرصد سيرة اليهود المصريين
انتهى المخرج المصري أمير رمسيس من إعداد فيلم تسجيلي جديد بعنوان "عن يهود مصر، حيث يرصد الفيلم الكثير من الحقائق عن الطائفة اليهودية التي عاشت في مصر سنوات طويلة قبل أن تغادر الغالبية العظمى البلاد لتبقى أعداد قليلة حتى الآن.
وقال رمسيس لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن الفيلم التسجيلي الطويل "يرصد جوانب من حياة مواطنين مصريين ينتمون للطائفة اليهودية في النصف الأول من القرن العشرين وحتى خروجهم الكبير بعد حرب 1956 المعروفة بالعدوان الثلاثي".
وأوضح أن الفيلم "محاولة لرصد التغير في هوية المجتمع المصري من مجتمع ملئ بالتسامح وقبول الآخر في النصف الأول من القرن العشرين، وكيف تحول تدريجيا عن طريق خلط المفاهيم الدينية بالسياسة إلى مجتمع يلفظ هذا الآخر من داخله".
وتابع أنه يرصد في الفيلم الكثير من الوقائع والمواقف الرسمية والشعبية والدينية في السياقين المجتمعي والسياسي، بينها دور القصر والبوليس السياسي في مقاومة تيار اليسار الوطني الذي كان ينتمي إليه العديد من المثقفين اليهود المناهضين للصهيونية.
يستعرض الفيلم على لسان عدد من اليهود المصريين حكاياتهم عن سنوات إقامتهم في مصر وعلاقاتهم بجيرانهم وزملاء العمل والدراسة، وكيف تغيرت الأوضاع سريعا إلى النقيض بعد الحروب بين مصر وإسرائيل، مركزا على حقبة صعود جماعة الإخوان المسلمين، ثم حقبة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اللتين يعتبرهما الكثيرين النهاية الحقيقية لوجود اليهود في مصر.
وتدور أحداث الفيلم في 52 دقيقة، مقسمة إلى جزئين أولهما قبل ثورة 1952 وهو يهتم بالمجتمع وحنين يهود مصر لحياتهم وذكرياتهم فيها، والجزء الثاني بعد الثورة ويركز على الجانب السياسي في القضية من خلال حوارات مع شخصيات متباينة بينها منتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين.
كتب أمير رمسيس الفيلم وأخرجه وتولى إنتاجه ووضع الموسيقى التصويرية له هيثم الخميسي، ولم يحدد موعد إطلاقه بعد.
يركز الفيلم على مصر في أربعينات القرن الماضي التي كانت السمة الرئيسية للبلاد فيها تحمل طابعا "كوزموبوليتانيا"، تتناغم فيه عشرات الجنسيات ومختلف الديانات دون أزمات مجتمعية، مقارنة بما أصبح الوضع عليه بعد ذلك وصولا إلى الألفية الجديدة وكيف تحول يهود مصر في نظر الكثير من المصريين من أبناء للوطن الى اعداء له.
ويرصد الفيلم شخصيات يهودية مؤثرة في التاريخ المصري، بينها المطربة الراحلة ليلى مراد والكاتب والمؤرخ الراحل يوسف درويش حيث كان عدد اليهود في مصر يتجاوز المليون شخص في النصف الأول من القرن العشرين، بينما لا يتجاوز عددهم حاليا بضعة ألاف موزعين على عدد من المدن المصرية أبرزها القاهرة والإسكندرية والفيوم.