فى مطلع نوفمبر الحالى، ظهرت مكتبة صغيرة على هيئة دولاب يضم عدداً من الكتب، دُوِّن على رأسها عبارة «ضع كتاباً.. خذ كتاباً». القاعدة بسيطة والمكتبة الموجودة بشارع الألفى بوسط البلد كانت محل ترحاب من كثيرين، إلا أن الأمر لم يسِر كما كان مخططاً له، فالقاعدة اختُرقت وتحولت إلى «خذ كتاباً.. واخلع».
يعمل على شوقى بمحل للملابس الجاهزة، على بُعد 50 متراً من المكتبة، وكان أحد الشباب الذين أعجبتهم الفكرة، ورغم أنه لا يستطيع القراءة ولا الكتابة فإنه كان يمر دوماً على المكتبة للنظر إلى الكتب: «كان فيه التزام، وناس بتيجى تقعد على الاستراحة، وتقرأ من الكتاب وتسيبه وتمشى»، يحكى ذو الـ25 عاماً وهو ينظر إلى حال المكتبة الصغيرة الآن بعدما صارت شبه خاوية: «كان فيه مجلدات وكتب كبيرة اختفت، ومبقاش موجود غير شوية كتب صغيرة ومحدش بيقراها».
فى الشارع نفسه دولاب خشبى آخر به عدة كتب، كان إلى جوارها «محمد فهيم» رجل ستينى يعمل بإحدى ورش السيارات، ويتجه إلى الشارع يومياً للاستراحة على مقاعده الخشبية التى وضعتها المحافظة بعد تطوير الشارع منذ فترة وجيزة، ينظر إلى الكتب بحسرة: «ليه الحلو مبيكملش، الناس بقت تاخد كتب وتحط حاجات ملهاش لازمة واللى ياخد حاجة وميحطش أصلاً». كتب ألغاز وأخرى تحوى صوراً وبعض الكتب الدينية وملاحق مجلات، أبرز ما تحتويه المكتبة بينما اختفت الكتب الكبيرة والمهمة بحسب «فهيم»، وهو أمر يرى لبيب سمير، المدير التنفيذى للمشروع، أنه سيتغير مع الوقت: «ده سلوك بشرى ومع الوقت هيتغير، مراهنين على ثقافة الناس وتغييرها مع الوقت للأفضل».
تعليقات الفيسبوك