لافتتان عريضتان تتصدران المحل، يعتقد أحمد عبدالرحيم أنهما قد تكونا سببا في زيادة دخل المقلة، التي يعمل بها منذ سنوات، دون عليهما كثير من الفوائد عن اللب السوري والفول السوداني والمكسرات، لكن الفكرة لم تكن لدى أحمد فحسب، فعدد كبير من المحلات كالعطارة أو بائعي العصائر والمكسرات يلجأون لنفس الفكرة.
"أنا جالي واحد عيان قالي عايز سوداني مش متحمص، معرفتش ليه السبب ولما سألته أبقى أعرف من النت" يسرد أحمد، الثلاثيني الذي يعمل في المقلة منذ نعومة أظفاره، قصة اللافتتان اللتان تتصدران المحل، بعدما أشار لهما بيده، معددا الفوائد التي تعود على المشتري لأي سلعة عنده: "على مواقع الإنترنت كل ده مكتوب، فوائد ياما، أنا خدت شوية منهم ووديتهم لواحد عملي بانر طويل وقصيته وعلقته".
منذ ذلك التوقيت والمشترون ينظرون للافتة قبل أن يستلمو السوداني أو اللب، بعضهم يجادله بشأن بعض المعلومات التي كتبت فيها والبعض الآخر يمزح معه بشأنها: "في ناس تقولي ده كله كلام فاضي وأنت عامله عشان تبيع، بس أنا بضحك معاهم وخلاص ومبتناقش معاهم".
"يخفض نسبة السكر في الدم، يعتبر غذاء مفيد للاعبي كمال الأجسام، يرفع مناعة الجسم ويقويه" بعض الفوائد التي كتبت عن الفول السوداني، بينما كانت أبرز فوائد لب عباد الشمس "يعالج التهاب المفاصل، يحارب أمراض الجلد، يقاوم أمراض العيون" وهي أمور لا يعرف عنها الشاب سوى أنها "معلومات على النت"، في محل عصائر كانت لافتة صغيرة تقع على مقربة من محل للكشرى تغري المارة، تحمل الكلمات "عايز تهضم.. اشرب خروب، بجد مش كلام" وداخل المحل ملصقات مثل تلك بعضها عن فوائد الأناناس والأفوكادو والمانجو، يرى رأفت نادر الذي يعمل بالمحل أنها لجذب المارة: "معلومات بنحطها عشان نجيب الناس، كده كده بيشربوا عصير بس لما نحط فايدة ليهم هيتبسطوا أكتر".
دخل ثابت عبدالله في نقاش مع أحد زبائنه حول فوائد "لبان الدكر" بعدما وضع الرجل لافتة أمام محله تحمل عددا من الفوائد: "هو مش مقتنع، بس أنا بقوله دي معلومات ثابتة" لكن صلاح عادل لم يكن مقتنعا: "مهو مش أي حد يجيب معلومة من النت تبقى صح".
تعليقات الفيسبوك