رغم أنه من المحرمات بالنسبة لمعظم عامة الناس، إلا أن الفكرة المجنونة بتهجين إنسان وشمبانزي ليست غريبة، واتضح أن العلماء حاولوا تنفيذها من قبل.
في عام 1910، قدم عالم أحياء سوفياتي، يدعى إيليا إيفانوفيتش إيفانوف، فكرة مثيرة للجدل إلى المؤتمر العالمي لعلماء الحيوان، وافترض إمكانية إنشاء هجين ثدي لم يشهده العالم من قبل باستخدام الحيوانات المنوية للإنسان وجسم الشمبانزي، ليولد نوعًا جديدًا ربما يكون هو الرابط المفقود بين البشر والقرود، وفقا لموقع "all that's interesting".
ووصف إيفانوف مشروعه بأنه هجين بشري، ولكن سرعان ما وجد علماء الأحياء التجريبية مصطلح صُمم لهذا النوع من الهجين، وأطلقوا عليه اسم "إنسانزي".
عندما قدم إيفانوف فكرته، دعمه العديد من العلماء وشجعوه على المضي قدمًا في خططه على مدى 10 سنوات، كان هذا عكس ما ظن، ووضع خططًا وبحثًا في التلقيح الاصطناعي لمعرفة ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا، ثم أصبح جاهزًا.
ابتداءً من منتصف العشرينيات، بدأ إيفانوف في تنفيذ تجاربه، أولاً، عمل على الحيوانات المنوية البشرية والشمبانزي، ورغم أنه فشل في نهاية المطاف في خلق حمل مستدام، حاول بطريقة أكثر إثارة للجدل من خلال إدخال الحيوانات المنوية من الشمبانزي للإناث البشرية، وفي نهاية المطاف، توقفت التجارب بسبب وفاة الشمبانزي الأخير الذي كان يجري عليه تجاربه.
ونظرًا للطبيعة المثيرة للجدل لتجاربه، اقتنع الجميع أن تجاربه لم تكن رائدة كما ظنوا، وفي عام 1930، اعتقل ونفي، وبعد عامين، مات إيفانوف بسبب سكتة دماغية، لكن فكرته الغريبة عاشت.
ورغم محاولة العديد من العلماء والمنظمات، لم تكن هناك أي عينات لهذا الهجين، ومع ذلك، كانت هناك بعض المحاولات.
وذكر جي يونج شيانج، رئيس مستشفى في منطقة "شينجيانج" بالصين، أن جمهورية الصين الشعبية قامت بتجريب التلقيح الاصطناعي لإحداث "إنسانزي"، وادعى يونج شيانج أن هذا كان جزء من تجربة عام 1967، أدت إلى تلقيح شمبانزي أنثى بحيوانات منوية بشرية.
وعلى حد قول شيانج، رغم أن التلقيح كان ناجحًا، تم اختصار التجربة بسبب الثورة الثقافية، ومع طرد العلماء، تراجعت تجربة "الإنسانزي"، وتوفيت الشمبانزي الحامل بسبب الإهمال.
وأكد لي جونج، من مكتب أبحاث علم الوراثة في الأكاديمية الصينية للعلوم، وجود التجارب، وأيضا أنها توقفت بسبب الثورة، وكان هناك خططًا لاستئنافها.
في أوائل عام 2018، ادعى جوردون جالوب، وهو عالم نفساني تطوري، أن الولايات المتحدة أنشأت "إنسانزي" في أحد المختبرات في "أورانج بارك" بولاية "فلوريدا" في عشرينيات القرن العشرين، وزعم أن أستاذه السابق أخبره عن طفل "الإنسانيز" الذي وُلد لإحدى الشمبانزي باستخدام حيوان منوي بشري.
وبعد ذلك بوقت قصير، أصيب العلماء بالذعر، وبدأ الانبهار بإنجازهم في التلاشي، وقتل رضيع "الإنسانزي"، ولكن هذا الأمر لم يتم إثباته.
ويشترك البشر والشمبانزي في 95 % من تسلسل الحمض النووي، و99 % من تسلسل الحمض النووي، بالإضافة إلى ذلك، لدى البشر والقردة بنى وراثية مماثلة. هذا العلم وحده يفسح المجال للتكهنات بأن الهجين البشري يمكن أن يكون ممكنًا، والجمع بين نوعين متشابهين جينيًا، ولكنهما مختلفان إلى حد كبير، يفتحان مجموعة كاملة من المناقشات الأخلاقية، فهل سيكون هذا الهجين قادرًا على التفكير؟، وهل سيعمل مثل القردة أم مثل الإنسان؟، وهل سيستطيع التحدث؟
تعليقات الفيسبوك