شاب سعودي وقع في حب الثعابين والأفاعي: "جذبني غموضها وقوتها"
في مقطع فيديو، مثير للدهشة نشره شاب سعودي لحية كبيرة تروي ظمأها بشرب الشاي في مجلسه، وهو ممسك بها، حيث عرف عنه شغفه الشديد بتربية الأفاعي منذ صغره.
قال ثابت الفضل، صائد الأفاعي السعودي، إنه "لا يوجد سر ولا سحر في تربية الأفاعي والحيات كما يعتقد بعضهم بل هي بالتجربة والممارسة، فأنا أربي الأفاعي والثعابين منذ صغرها، وأروضها على أمور كثيرة ومنها شرب الشاي، والماء، والمشروبات الغازية من الأواني فقد عودتها على ذلك خصوصًا ثعبان الصل، والأرقم أما أم جنيب فلا تشرب أمام الناس".
يهوى ثابت، اقتناء واصطياد الثعابين والأفاعي، والتجول في البرية، وهو يعرف "الحيات" منذ الصغر، فكان يستكشف الحياة البرية المحيطة بمنطقتي القصب التي تقع على بعد 150 كيلومتر شمال غرب الرياض، ويحب الخروج إلى الصحراء بمفرده أو مع الأصدقاء للتنزه.
بشغف تحدث ثابت، لصحيفة "سبق" السعودية، "وقعت في حب الثعابين الصحراوية بمختلف أنواعها، أكثر من أي نوع من الزواحف والحيوانات الأخرى، فقد جذبني غموضها، وقوتها، ومخادعتها، وخوف الناس منها وعدم قدرتهم على الاقتراب منها، فأصبحت أغامر بإمساكها، واللعب معها، وتتبعت طريقة عيشها في الصحراء، واكتشفت أسلوب صيدها، ووجباتها المفضلة، وماذا يغضبها، وسرعة هجومها وقدرتها العجيبة على الاختباء وغير ذلك، وأقضي معظم الوقت في متابعتها والتعرف عليها".
وتابع: "ومن خلال الملاحظة والتجربة عرفت أنواع النباتات، والحيوانات والقوارض والزواحف الصحراوية، وخصوصًا الثعابين وطريقة التعامل معها". ويضيف "أخذتها في البداية كتسلية والقضاء على الروتين، وأيضًا التصوير معها لتثقيف الناس عن أنواعها والتحذير منها ثم تعلقت بها"، مضيفًا: "كثر ممارسة هذه الهواية جعلتني متمكنًا، وفاهمًا لسلوكياتها، وأعرف متى تكون (الحيات) غاضبة، وأعرف متى ستهجم، وكيف أتصرف معها، وبعد عدة سنوات أصبح المجتمع ينظرون لي على إنني مجنون، ويسمونني "راعي الديبان"، وبعضهم يقول أنت ساحر".
وعن المواقف الصعبة، روى ثابت: "اصطدت صلاً أسودًا كبيرًا، ثم ضاع مني داخل سيارتي، ومعروف عنه أنه سام، وقاتل، كنت لا أعرف أين ذهب، ولا كيفية إخراجه، وكان من الصعب عليّ أن أبحث عنه بيدي خوفًا أن يلدغني، وعجزت عن رؤيته، وبعد رحمة ربي، وجدته مختبئًا داخل طبلون السيارة فتمكنت من سحبه من ذيله بالضغط على المتبقي من جسمه بعصا مكنسة".
أما المواقف الظريفة التي تعرضها لها ثابت الفضل، حكى: "وضعت في جيبي ثعبانًا صغير الحجم يسمى الأرقم، وهو غير سام، ونسيته، ورحت عند أبوي للسلام عليه، وأثناء الحديث طلع فجأة الثعبان من جيبي وشافه أبوي، وهاش وزعل علي، وتعذرت منه بأنه غير سام فسامحني وطلب عدم تكرارها".
لا يستغل الشاب الثلاثيني، هوايته ماديًا، "أحب أن أقدم للناس شيئًا مميزًا، وأصور الطيور والزواحف النادرة في براري السعودية، وأحب توثيق سلوكيات الحيوانات البرية وطريقة غذائها وأكلها خصوصًا الثعابين"، كما أنها تكلفه شيئًا مجرد بنزين السيارة فقط، فهو موظف حكومي، لكنه يقضي بعض الوقت في ممارسة هذه الهواية وخصوصًا أيام الإجازات.
وصف طريقة تربيتها قال: "عندي استراحة أربي فيها الثعابين التي اصطدتها جميعها قرب القصب، كالصل الأسود، وأم جنيب، والأفعى المقرنة، والسجاد الشرقي، وثعبان الأرقم، وورل، وقنفذ، وقط بري، وعقارب صفراء وسوداء، وكلها تم التقاط صور لها وتوثيقها، أما أخطرها فهو الصل الأسود لأنه سام وقاتل، و"أم جنيب" أكثرها مراوغة، ومنتشرة بكثرة في الصحراء السعودية، وطعام الثعابين المفضل فهو فئران البر التي أصيدها بشبكة في الليل".
وأكد أن بعض الحيوانات البرية، تعرضت للانقراض، لكن أغلبها أعدادها معقولة، ولابد من حمايتها بشكل أكثر، والابتعاد عن أماكن وجودها.
ونصح الفضل، هواة البر بألا يلعبوا مع الثعابين لخطورتها أما من يتعرض للدغ؛ فعليه أولاً أن يسمي بالله، وثانيًا وأهم شيء أن يأخذ نوع "الداب" أو العقرب المقروص منها للمستشفى حتى يحددوا نوع المصل الذي يعطونه للجسم، ويحاول يهدئ نفسه قدر الإمكان، ولا يتوتر لأن التوتر يسرع الدورة الدموية ويزيد الارتباك والخوف، وإذا لدغ الشخص في إصبع يده فعليه أن يربط ذراعه بشماغ، ويربط عضده بشماغ أو بـ"الفنيلة" برباط لين بحيث يبطئ حركة الدم في اليد ويتوجه لأقرب مستشفى بسرعة.
تعليقات الفيسبوك