حتى القطط والكلاب تطالب بمادة لـ«الهوهوة» و«النونوة» فى الدستور
فى منطقة مصر الجديدة، وسط أكوام القمامة، خرج صوته مكتوماً واهناً، اقتربت فتاة من مصدر الصوت، فإذا به قط صغير، تم وضعه فى صندوق كارتون، بعدما قام أحد محلات الحيوانات الأليفة بمنطقة «جسر السويس» بإلقائه فى القمامة. على أرضية ناديين شهيرين بالقاهرة، كانت القطط تأتى بحركات تشنجية عجيبة، كأنما اتصل بها سلك كهرباء، مشهد مرعب نفذه المسئولون فى الناديين عبر «سم» فتاك، وضعوه فى كل مكان للقضاء على تلك الأرواح الهائمة.
مشهدان يربط بينهما غياب قانون حاسم يجرم الإساءة للحيوانات ودستور جديد لا تبشر مسودته بخير، فالحيوانات التى ذُكرت فى القرآن الكريم حوالى 29 مرة، لم تُذكر سوى مرة واحدة فى المسودة الجديدة فى مادة تتحدث عن تنمية «الثروة الحيوانية».
«إحنا فى كارثة، واللى بيحصل دا مهزلة» قالتها دينا ذو الفقار، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، والتى كانت ضمن عدد من المهتمين الذين رشحوا لأعضاء لجنة وضع الدستور مادة تتعلق بالرفق بالحيوان: «خاطبناهم، وسلمناهم المقترح، وأقروا بأنهم استلموه، وما كتبوش حرف عن الحيوانات». «ذوالفقار» التى تقتصر اهتماماتها على الحيوانات تساءلت: «كيف لدولة تريد أن تتقدم وترتقى وتكتب دستوراً محترماً لا ينتبه من يكتبون دستورها إلى مسألة بهذه الأهمية؟».