النيابة فى بيان رسمى: «رضا» طالب الهندسة قُتل بخرطوش زملاء له يحملون شعارات «رابعة» وصور «مرسى»
كشف بيان صادر عن مكتب النائب العام، أمس، مفاجأة فى حادث مقتل طالب كلية الهندسة محمد رضا، الذى انتهت حياته مساء الخميس فى اشتباكات بين طلاب إخوان وقوات الأمن، أفاد البيان بأن المجنى عليه لقى مصرعه نتيجة إصابته بطلق خرطوش من ناحية زملائه من الطلاب الذين كانوا يتظاهرون رافعين علامات «رابعة العدوية» وصور الرئيس السابق محمد مرسى. وشرح البيان أن نيابة جنوب الجيزة حرزت دفتر تسليح قوات الأمن فى محيط جامعة القاهرة يوم الخميس الماضى وتبين لها أن القوات لم تكن مسلحة بنفس العيار الذى انتهت به حياة الطالب وهو رصاص خرطوش «4 مم» وأن النيابة صورت الدفتر وأرفقته بملف التحقيقات التى يباشرها مدحت مكى، رئيس نيابة جنوب الجيزة الكلية، ومحمد الطماوى مدير نيابة الأحداث الطارئة.[FirstQuote]
وأكد بيان النيابة العامة الذى صدر أمس أن بعض الطلبة من الذكور والإناث نظموا مسيرات داخل الجامعة رفعوا خلالها شعارات اعتصام «رابعة العدوية» وصور الرئيس السابق محمد مرسى، واتجهت المظاهرة خارج أسوار الجامعة وتوجهوا صوب ميدان النهضة وقطعوا الطريق وعطلوا سير المواصلات، فطلبت منهم قوات التأمين التفرق، فرفضوا ثم بدأوا فى سب القوات التى استخدمت المياه لتفريقهم وفتح الطريق ومنع إعاقة مرور المواطنين وتعطيل مصالحهم وأجبرتهم على الدخول إلى حرم الجامعة، ثم اصطفت مجموعة من الطلبة، من بينهم المجنى عليه، فى مواجهة المتظاهرين كحاجز بشرى بينهم وبين قوات الأمن للتهدئة، وكانت ظهورهم لقوات الأمن، وحال ذلك أطلق بعض المتظاهرين من الذكور والإناث عدة طلقات من أسلحة خرطوش فأصيب المجنى عليه فى صدره وبطنه وسقط قتيلاً، وأصيب العديد من الطلبة ثم سارعوا لنقل بعض المصابين المنتمين إليهم من مكان الحادث.[SecondImage]
وأضاف بيان النيابة أن التحقيقات التى تباشرها نيابة جنوب الجيزة بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة أثبتت أن ذلك التصور أكده شهود الواقعة وتطابق أيضاً مع تقرير الطب الشرعى المبدئى من أن إصابة المجنى عليه نتجت عن إصابته بثلاث رشات من طلقات الخرطوش عيار 4 مم أصابت صدره وبطنه فأحدثت تهتكاً بالرئتين.
وأوضح البيان أن النيابة استمعت لأقوال نائب مدير أمن الجيزة وتطابقت أقواله مع روايات الشهود، كما سألت النيابة الضابط مشرف خدمات الأمن المركزى بالجيزة المسئول عن تسليح قوات تأمين جامعة القاهرة وقدم دفتر التسليح، واطلعت عليه النيابة وأرفقت صورته بالتحقيقات وثبت منه أن قوات الشرطة لا تمتلك أى أسلحة خرطوش عيار 4 مم مثل الذى أصيب به المجنى عليه، ولم تكن تحمل أى أسلحة قاتلة بطبيعتها وقت الحادث وأنه لم يصدر للقوات إذن صرف أى طلقات خرطوش من المخازن، بل إن ما صرف أسلحة خاصة بفض المظاهرات مثل بنادق الغاز والرصاص المطاطى والدروع البشرية والعصى البلاستيكية.
وقالت مصادر قضائية مطلعة على تحقيقات النيابة إن فريقاً من النيابة سينتقل إلى مكان سقوط الضحية فى الحرم الجامعى لإجراء معاينة للمرة الثالثة، وذلك بحضور ضباط من المعمل الجنائى التابعين للإدارة فى القاهرة وليس الضباط العاملين فى الجيزة.
وشرحت المصادر أن المعاينة للمرة الثالثة بهدف إنهاء الجدل الثائر حول وفاة الطالب، خاصة أن المعاينة الثانية أكدت أن إطلاق الخرطوش كان من داخل الجامعة إلى خارجها، وأن آثار إطلاق الخرطوش استقرت فى لوحة عند سور الحرم الجامعى وسقط بعض البِلى أسفل هذه اللوحة وهى موضوعة باتجاه الحرم وليس فى الاتجاه المقابل للشارع، وحرزت النيابة هذه اللوحة لإعداد تقرير عن نوعية طلقات الخرطوش التى استقرت بها وهل تتطابق مع طلقات الخرطوش التى أصابت الضحية والمصابين.
واستدعت النيابة والد الضحية لأخذ عينة من دمائه ومضاهاتها بعينة من الدماء عثرت عليها فى المعاينة الأولى عند وقوع الأحداث.
وأكدت المصادر أن النيابة استمعت لأقوال أحد المصابين ويدعى مصطفى وهو طالب جامعى ومصاب بطلق خرطوش فى الكتف، قال فى التحقيقات إنه كان واقفاً مع الضحية وآخرين لمنع الطلاب من مواجهة قوات الأمن والخروج من باب الجامعة وكان وجهه لزملائه وظهره لقوات الأمن ورافعاً يديه فى محاولة «للتحجيز» وبعدها سمع صوت إطلاق رصاص ونبهه أحد زملائه بأن قميصه به قطع ناحية الكتف وشعر بسخونة وألم فى كتفه، واكتشف أنه أصيب بطلق خرطوش ونقل على أثره إلى المستشفى.
وأضاف الطالب فى شهادته أن إطلاق الخرطوش كان من داخل الحرم الجامعى وليس من الخارج عند إصابته وإصابة الطالب محمد رضا، ضحية الأحداث.
وكشف تقرير الطب الشرعى المبدئى الخاص بتشريح جثمان الضحية محمد رضا أنه تلقى 3 طلقات خرطوش، دخلت الأولى فى يسار الصدر وتسببت فى تهتك بالرئتين، والثانية دخلت فى يسار البطن، والثالثة فى يسار الظهر، وأفاد التقرير بأن من أطلق الرصاص على الضحية كان واقفاً على يساره ومن مسافة قريبة لا تتجاوز 5 أمتار.
وقالت مصادر فى الطب الشرعى لـ«الوطن»: إن إطلاق الخرطوش يتسبب فى الوفاة إذا كان من مسافة لا تتجاوز الـ5 أمتار، وإن كان فى أماكن حيوية بالجسد، وإن الإصابة به من مسافة بعيدة لا تتسبب فى الوفاة نهائياً، وإنما تحدث إصابات فقط.