حينما نظمت مصر بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2006، ظهرت بمظهر مبهج وكأنها عروس القارة السمراء، في الفترة من 20 يناير وحتى 10 فبراير وكان الجمهور المصري والمشجعون هم أبرز ما يميز البطولة، حيث حرص الكثيرون على التواجد في موقع الحدث والتشجيع من داخل الاستاد، مهما كلفه الأمر حتى وإن اضطرهم ذلك للسفر، فضلاً عن المقاهي البلدي والكافيهات التي كانت تحفل بالمشجعين آنذاك.
وأشعل تنظيم مصر لكأس العالم آنذاك الوطنية في نفوس الكثيرين وعلقوا عليه آمالا كبيرة في الفوز نظراً لكون البطولة مقامة في مصر، وبالفعل استطاع المنتخب الوطني أن يحقق الحلم وسميت هذه الفترة بـ"العصر الذهبي" لكثرة الفوز ببطولات إقليمية بقيادة حسن شحاتة وأبو تريكة، عماد متعب، وميدو، وعمرو زكي، وعصام الحضري وغيرهم من النجوم.
واحتفظت ذاكرة المشجعين بالعديد من الذكريات الجميلة منذ بطولة عام 2005 التي نظمتها مصر، فعبد الله حسان، أحد الشباب الذي حضر تلك البطولة التي لا تغيب عن ذهنه، وكان في الـ22 من عمره، ورغم أنه لم تسمح له ظروفه الذهاب لتشجيع المنتخب في الاستاد إلا أنه حرص على التشجيع من مقاهي طنطا مدينته التي يعيش فيها وكان يحتفل بالفوز بطريقة خاصة قائلاً لـ"لوطن"، "افتكر لما كسبنا عملت أغنية على الجيتار وشوفت النهائي مع العيلة ونزلنا احتفلنا، مصر كلها كانت فرحانة".
أما أيمن محمد، 35 عاما، فهو من أبناء القاهرة لذا كان حريص على الذهاب للاستاد بصفة مستمرة وخاصة في مباريات مصر، ومن أكثر الأشياء التي شجعته على ذلك أنه بعد انتهاء أول مباراة وجد 200 جنيه في الاستاد ولم يجد صاحبها "الـ200 جنيه دي وقتها كانت مبلغ كبير، والتذكرة كانت بـ20 جنيه"، ورغم هذه الواقعة إلا ان الأجواء المصاحبة للبطولة كانت هي أهم الأشياء التي احتفظت بها ذاكرة أيمن "ناس كتير كانت بتاكل عيش ودى أكتر حاجة عجبتني"، فضلاً عن روح الجماهير "كلنا كنا بنقول يا رب في نفس واحد، جسمي كان بيقشعر"، بالإضافة إلى تعرفه على أصدقاء جدد من كل الدول المشاركة.
وعندما نظمت مصر بطولة كأس الأمم الإفريقية في عام 2005 كان نور ميناس في الـ16 من عمره، يتذكر حينها أن مصر لم تتأهل لكأس العالم فكان الكثير من الناس يرى أن المنتخب المصري فريق ضعيف لا يستطيع أن يفعل شيئا، خاصة وأن حسن شحاتة وقتها كان مديرا فنيا مؤقتا للمنتخب، فأثبت أن هذا الفريق بتشكيله الجديد هو الجيل الذهبي الذي حصل على البطولة 5 مرات متتالية.
كما أن "نور" يتذكر حضور الرئيس الأسبق حسني مبارك وأولاده وزوجته للمباريات "كنا أول مرة نشوف الجمهور بالشكل ده بنات وأولاد وعائلات راسمين على وشهم علم مصر بشكل مبهج مع حماس وصوت التشجيع"، كما أنه لم تغيب عن ذهنه الأهداف التي أحرزتها مصر في مرمى المنتخبات المنافسة لها، وتبديلات اللعبية وعصبية حسن شحاتة في الملعب "كنا حاطين إيدنا على قلبنا لما عرفنا أحمد حسن هيلعب أول ضربة جزاء في النهائي بعد ما ضيع واحدة في الماتش، لكن لما جاب هدف فرحنا فرحة هستيرية".
تعليقات الفيسبوك