زحف الشيب إلى رأسه، وامتد لشاربه ولحيته، ثم بدأ الصلع يأخذ طريقه نحو الرأس، ولم يعد الرجل بحاجة للوقوف أمام المرآة لفترة طويلة، لكن شاربه المميز ولحيته اللذين يقصهما على نحو مختلف، يجعلاه يقضى أكثر من 15 دقيقة لتهذيبهما، بعدما اعتنى بهما أكثر من 10 سنوات، كامتداد لميراث عائلي بدأه الجد ثم الابن.
فى طفولته بمحافظة سوهاج، كان أشرف إبراهيم، يبصر جده حسن وهو يقف أمام المرآة لضبط شاربه، ولا يخرج من المنزل إلا بعدما يتأكد أنه صففه بشكل دقيق، ومن بعد جده، كان والده يقوم بالأمر نفسه حتى كبر سنه ولم يعد باستطاعته الاعتناء بشرابه، ومنذ 10 سنوات، قرر أشرف أن يترك شاربه إضافة لبعض الأجزاء من لحيته، دون أن يقوم بحلاقتهما.
«وبقى شكله كده، مفيش مكان أروحه إلا والناس كلها تبصلى وتتطلع فى شكلى» يحكي الرجل الذى يبلغ 56 عاما، وكان يعمل سائقا لعربات النقلن حتى أصيب بجلطة منذ عام، دفعته لترك العمل والجلوس فى المنزل، والتمشية فحسب فى محيط المنزل الذى يقع ببولاق الدكرور، ومنه إلى المقهى مع بعض أصدقائه والعكس: «وطبعا اتعرضت لمواقف كتير بسبب الدقن والشنب ده، زى الناس اللى بتجيلى على القهوة تقولى عايزينك فى خناقة بمقابل بس أنا بقولهم إنى بخاف من القطة وجبان جدا فيمشوا».
«أبو شنب» هذا الاسم ما استقر عليه جيران أشرف، يخاطبونه به، وينادون عليه كذلك بنفس الاسم، وله حلاق يقع على مقربة من منزله لا يقوم بقص شاربه ولحيته إلا عنده: «عشان لو رحت للغريب ممكن يبوظلى كل حاجة، وأنا مش حمل ده، ممكن ساعتها نقع فى خناق بعض».
أمام المرآة يقف الرحل حوالى 15 دقيقة، يضبط شاربه ولحيته بمجموعة من الزيوت والكريمات، وربما غسله مرة أخرى وعاد إلى تصفيفه: «ممكن أقعد 30 دقيقة بالتمام عشان أظبط الشكل ده، ومبسمحش لحد أبدا يحط إيده على شنبى عشان ميبوظش».
في بعض المرات كان الرجل فى المهندسين وهناك صادف بعض الأطفال مع ذويهم وأصروا على التصوير معه: «وساعتها باباهم إدالي فلوس عشان وقفت فترة عشان التصوير لكن مبعملش ده خالص في العادي».
تعليقات الفيسبوك