انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من المنشورات التي تتحدث عن حالة الحزن أو التفكير الكثير التي ربما يدخل بها الأشخاص بعد منتصف الليل، البعض قال إن تلك الحالة تتكرر بشكل يومي في نفس الوقت، والبعض الآخر اتخذ من ذلك مادة للسخرية والضحك.
تحدثت "الوطن" مع عدد من الشباب والفتيات عن تلك الحالة التي يشعرون بها:
قال محمد عبدالعليم، شاب، بالغ من العمر 19 عاما، أن تفكيره في هذا الوقت يكون عشوائي متناقض ما بين ذكريات حقيقة وذكريات أخرى يصعنها، مع شعوره بالندم الدائم على كل شيء: "بسأل نفسي أنا محتاج إيه عشان أكون كويس، طول اليوم مشغول ولكن بليل حتى لو مش فاضي بدخل في الحالة دي، كأن الساعة 12 جاية ومعاها سموم في الجو، فبستسلم".
فيما قالت آية عمرو، 17 عاما، إن تفكيرها ينصب على كل شيء سيئ حدث لها: "بحتاج حد يكون جنبي، ولكن بتغلب على الاكتئاب بالقراءة والأعمال الخيرية وإني أفرح غيري وببعد عن أي شخص هيديني طاقة سلبية، والسوشيال ميديا بردو من مصادر الاكتئاب ولازم نتغلب عليه لأنه بيقلل العمر"
وأضاف مهدي صبري، 19 عاما، أنه يشعر بوجود الاكتئاب في حياته بسبب عزلته الدائمة رغم حبه للتجمعات: "بعد الساعة 12 الموضوع بيزيد ومش شرط ينتهي بالنوم، وساعات بقوم مفزوع، مفيش طريقة معينة اتغلب بيها على الحالة دي ولكن السوشيال ميديا بتلهيني".
بينما أضافت، ندى، 19 عاما، أن تلك الحالة على الأغلب تنتهي بالنوم: "بفكر في الكلية والنتيجة، حتى فترة الثانوية العامة رغم إنها خلصت، بفكر في إيه اللي ممكن يحصل قدام".
على الأغلب ربما يرى البعض أن التفسير الغالب لتلك الحالات قد يكون نوعا من الفراغ، لذلك تواصلت "الوطن" مع عدد من الخبراء النفسيين لتفسير تلك الظاهرة وأسبابها وكيفية التغلب عليها:
قال دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هذا النمط من الشخصيات يسمى شخصية دورية، ويحدث له تباين ما بين الليل والنهار من الناحية المزاجية، فالصباح تكون تلك الشخصيات الدورية بمزاج سيئ وبعد الظهر تتحسن حالتهم النفسية، حتى العاشرة مساء، ومن أصحاب هذه الشخصيات هم: "الفنانون ورجال الأعمال".
وأضاف فرويز، أن حالة الاكتئاب التي تصيب الشخصيات الدورية ربما تكون بسيطة ولا تحتاج لدواء، إلى أن تتسبب تلك الحالة ببعض المشكلات مثل زيادة الوزن نتيجة تناول الطعام بشكل عام والسكريات بشكل خاص في أوقات متأخرة، في تلك الحالة يفضل زيارة طبيب نفسي والعلاج بأدوية تسمى "مثبتات مزاجية" يصفها الطبيب.
في سياق ذلك، أوضح الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، أن تلك الحالة تسمى باضطراب المزاج الموسمي وتبدأ مع تغير الفصول، في حال فصل الشتاء تكون الحركة أقل، ما ينشئ حالة من القوقعة وقلة التواصل وعدم الخروج من المنزل.
وأضاف هارون، أن تلك الحالة لا ترتبط بموعد معين من اليوم، بل إن المرضى ينقسمون لنوعين، الأول تبدأ أزمته مع شروق الشمس فيرفض الخروج حتى الغروب، والنوع الآخر يحس بالخوف والضيق مع بدء الليل، ويصل لقمة الإحساس بالخوف مع منتصف الليل، فالمشكلة مرتبطة بالظلمة وغياب الشمس، حسبما وصف.
وأشار هارون إلى أن طريقة العلاج من تلك الحالة والتي تكون عبر الدخول في النشاطات البدنية التي تحسن من نشاط الهرمون الذي يفرز في جسم الإنسان والذي يشعره بالأمان والسعادة، والمرحلة الثانية تكون بالمشاركة في النشاطات الاجتماعية مع الآخرين والتي ربما تستنفذ طاقته خلال اليوم حتى يصل لنهاية اليوم ويستسلم للنوم.
وناشد هارون، مرضى الاضطراب الموسمي، بالبدء في تحقيق أي إنجازات مؤجلة لم يحققوها بعد والتركيز على ذلك بشكل جيد، سواء كانوا طلابا أو موظفين.
كما نوه هارون بأن في حال عدم قدرة المريض على تحقيق أي من ذلك خلال 3 أسابيع، يجب عليه الذهاب لمتخصص حتى يضع له علاج يتناسب مع حالته.
تعليقات الفيسبوك