​

اشتهر بتجسيد الأدوار الشريرة والمعلم الشعبي محققا نجاحا كبيرا في العصر الذهبي للسينما المصرية، ولكنه لم يمتلك الموهبة التمثيلية فقط كما يظن البعض، فهو مخرج وممثل ومؤلف وموسيقي أيضا.

هو الفنان محمود إسماعيل، وأشهر أدواره "المعلم سلطان" في فيلم "سمارة" أمام تحية كاريوكا، ولكن ربما لا تعرف أنه بالإضافة لتمثيله، كتب قصة وسيناريو وحوار الفيلم، كما كتب ما يتعدى الـ 20 فيلما سينمائيا خلال مسيرته الفنية.

ولد محمود إسماعيل في مثل هذا اليوم 18 مارس عام 1914، وكانت بدايته الفنية في المسرح، حينما كان يمثل بالفرقة القومية المصرية وبدأ في دخول العالم السينمائي عام 1941 بمشاركته في فيلم "انتصار الشباب" أمام فريد الأطرش وأسمهان وأنور وجدي، وجسد بالفيلم شخصية "محمود"، ليشارك في فيلم "عايدة" أمام كوكب الشرق أم كلثوم عام 1942 وينطلق في مسيرته الفنية.

 

وبالرغم من شهرته كممثل في السينما المصرية، إلا أنه كان يملك العديد من المواهب الأخرى فقام بكتابة أفلام سينمائية عديدة، أولها فيلم "الأحدب" في عام 1946 الذي قام ببطولته وبمشاركة كل من سامية جمال ومحسن سرحان، وفي 1949 قدم فيلم "إوعى المحفظة" من تأليفه وإخراجه وقام بالتمثيل فيه بتقديمه شخصيتين بالفيلم "عبده الإو - صادق بيه المواردي" وشاركه في البطولة كل من تحية كاريوكا وشكوكو.

وفي عام 1952 قدم تجربة سينمائية هامة في تاريخ السينما المصرية، حينما كتب النص السينمائي والحوار لفيلم "المهرج الكبير" المأخوذ عن رواية لـ"شيلي سميث" الكاتب الإنجليزي ومن بطولة "يوسف وهبي وفاتن حمامة" وإخراج المخرج العالمي يوسف شاهين، وتبعه بأشهر ما قدم في السينما كمؤلف وممثل فيلم "سمارة" في عام 1956 أمام تحية كاريوكا ومحسن سرحان ومحمود المليجي.

 

 

 

وفي عام 1957 كتب فيلم "طاهرة" بمشاركة عباس كامل وجسد فيه شخصية "مصطفى" وشاركه في البطولة مريم فخر الدين وثريا حسن، وفي عام 1963 كتب قصة فيلم "الساحرة الصغيرة" للسندريلا سعاد حسني ورشدي أباظة وشارك بكتابة السيناريو والحوار للفيلم مع السيد بدير وعبد الحي أديب، وأخرجه نيازي مصطفى.

ونجح محمود إسماعيل في كتابة السيناريو والحوار للعديد من الأفلام السينمائية قاربت الـ22 فيلما مع تفوقه في موهبة التمثيل وإقناع المشاهد بأداءه في شخصية الشرير والمعلم الشعبي، ولم تقف موهبة محمود إسماعيل، عند هذا الحد وامتدت للإخراج السينمائي ووضع الموسيقى والألحان.

قدم للسينما ستة أفلام من إخراجه على مدار مشواره الفني، أولها عام 1948 فيلم "فتنة" من بطولة يحيي شاهين وكاميليا، وآخرها فيلم "طريق الأبطال" من تأليفه وإخراجه عام 1961 وبطولة عماد حمدي وهند رستم وشكري سرحان.

وكان لـ محمود إسماعيل تجربة موسيقية وحيدة في عام 1942، حينما وضع الألحان والموسيقى التصويرية للفيلم السينمائي "ابن البلد" من بطولة عزيزة أمير، ومحمود ذو الفقار.

 وبعد نجاحاته الكبيرة في السينما وأكثر من مجال سينمائي اختفى لبضع سنوات ليعاود الظهور مرة أخرى بشكل متقطع بأواخر سبعينيات القرن الماضي، والمشاركة في عدد قليل من الأعمال الفنية، قبل أن يرحل عن عالمنا في 27 يناير عام 1983، تاركا بصمات من نور بتاريخ السينما المصرية وتجارب فنية مختلفة لموهبة من الصعب تكرارها.