وقفت «سلمى» أمام باب مستشفى الجلاء التعليمى، وعلى وجهها آثار إجهاد شديد بسبب الحمل، وتتشبث بذراع زوجها، وما إن لمحت مسئول الأمن، سألته عن كيفية الحجز لعيادة النساء والتوليد المسائية، لتفاجأ به يخبرها بعدم وجود عيادات مسائية بالمستشفى، الكلمات التى كان وقعها عليها جسيماً، وكانت الدهشة سيدة الموقف.
«مستشفى الجلاء التعليمى، وحدة الصحة الإنجابية، العيادات التخصصية المسائية، لأمراض النساء والولادة والأطفال، ترحب بكم»، هى اليافظة التى ضللت سلمى محمد وغيرها من المرضى: «يعنى إيه الواحد ييجى من آخر الدنيا عشان يكشف، معتمدين على يافطة كبيرة موجودة قدام المستشفى، بتأكد وجود عيادات مسائية، وفى الآخر يقولوا مفيش وتعالوا الصبح، هو البنى آدم لعبة».
خياران كانا أمام المرضى، الذين اصطفوا فى المكان وكلهم أمل فى الحصول على خدمة طبية مناسبة لميزانيتهم البسيطة، إما مغادرة المستشفى والعودة له فى اليوم التالى للكشف ضمن الفترة الصباحية، التى تنتهى فى الـ12 ظهراً، أو البحث عن مستشفى حكومى آخر يداوى أوجاعهم.
مديحة عبدالقادر من سكان منطقة بولاق الدكرور، جاءت هى الأخرى للاطمئنان على صحة ابنها الصغير بعد إصابته بـ«سخونية» شديدة، تحولت إلى ما يشبه الحمى، بحسب قولها: «جيت بسرعة على أساس أنه مستشفى قريب من بيتى، وكنت شفت اليافطة المكتوب عليها أن فيه كشف للأطفال، ومش عارفة هما بيضحكوا علينا ولا إيه؟ ما يشيلوا اليافطة اللى عاملة لخبطة للناس بدل ما أنزل بالواد وهو تعبان على الفاضى».
نائب رئيس هيئة المستشفيات التعليمية: مغلقة للتجديدات
الدكتور محمد فوزى، نائب رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، أكد عدم وجود عيادات مسائية فى مستشفى الجلاء التعليمى حالياً، بسبب التجديدات والإصلاحات التى تجرى فى كثير من أقسام المستشفى، خاصة أن مبنى المستشفى لحقت به منذ فترة بعض الشروخ والتصدعات: «وقتها تم إخلاء المستشفى كله من المرضى، ثم عادوا إليه بعد أن تمت معاينة المستشفى معمارياً وإنشائياً، وتم الاتفاق على تجديد مبانيه المختلفة، لذلك فنحن الآن نكتفى بالعيادات الصباحية، حتى لا يتأثر المريض بالأتربة والغبار الناتج عن تلك التجديدات، وبخصوص اللافتة التى تقول بوجود عيادات مسائية، فهى فقط تحتاج إلى تغيير لمواكبة التغيرات الحالية».
تعليقات الفيسبوك