يحملون حقائبهم فور انتهاء اليوم الدراسى، ويركضون بفرحة للفوز بلحظات مرح تتناسب مع ظروفهم الاجتماعية البسيطة، لكن يبقى أمامهم عائق وحيد للوصول لهدفهم، وهو عبور أكوام القمامة، وتفادى القطع الحديدية وبقايا الزجاج المتناثر بالأرض، للوصول إلى الملاهى المقامة على قطعة أرض فسيحة، بمنطقة المسلة التابعة لحى عين شمس.
الملاهى التى تتشابه ألعابها مع معظم الموجودة فى المناطق الشعبية، تختلف عن غيرها بملمح خاص، حيث تحدها القمامة من جميع الاتجاهات، ما يعرض روادها من الأطفال لبعض الأضرار الصحية: «كل يوم وإحنا راجعين الضهر من المدرسة، باضطر أجيب ولادى الملاهى، بيقعدوا يتحايلوا عليا، وبيبقى نفسهم يلعبوا، وعشان نوصل لها بندوس على الزبالة ونطلع فوقيها»، بحسب سناء يوسف، إحدى المتضررات من مشهد القمامة المنتشرة بالمكان.
5 جنيهات تدفعها «سناء» ليستمتع صغيرها بلحظات على لعبة واحدة، السعر الذى تراه كفيلاً بجذب كثير من الأسر للملاهى، وتحمل مخاطرها: «كل عيل بيلعب لعبتين بـ10 جنيه، يتبسط وبعدين نمشى على طول بسبب الريحة الوحشة».
الأرض تتبع هيئة الأوقاف.. وتمت مناشدة رئيس الحى لرفع المخلفات دون استجابة
«ساقية، عربيات، بيت الكور والسلسلة»، جانب من الألعاب المتاحة فى الملاهى وتحيطها القمامة، ويحاول القائمون عليها تحسين المشهد، من خلال بناء بوابة حديدية لاستقبال الزوار: «بنبلغ المسئولين فى الحى دايماً ييجوا يشيلوا الزبالة، علشان الأطفال اللى بيلعبوا مايحصلهمش حاجة، ومفيش استجابة، وإحنا من ناحيتنا بنشيل الزبالة من جنب كل لعبة»، بحسب محمود محمد، مسئول الملاهى فى الفترة الصباحية.
الأرض تتبع هيئة الأوقاف المصرية، وبحسب «محمود» وقع الاختيار على تنفيذ مشروع الملاهى، باعتبار أن المنطقة شعبية، وستكون جاذبة للأطفال: «الزبالة دى من زمان موجودة، والناس اتعودت عليها، بييجوا يلعبوا ويمشوا من سكات، وإحنا كمان مابنتكلمش».
تعليقات الفيسبوك