بين التحدى والإصابة بالأمراض
كثيراً ما وجدت فى برامج التنمية الذاتية مدربين يقدمون العبارات التحفيزية الرائعة التى تمد الآخرين بطاقة إيجابية فورية لتحقيق ما يريدون، دون مراعاة التمييز بين الفروق والاختلافات الفردية بين الأشخاص وبعضهم.
هناك فهم مغلوط يخلط بين مواجهة الحياة بعشوائية وبين المواجهة بعد تنمية الذات وتحصينها، فالتعرض للكثير من الضغوط لمجرد المواجهة والتحدى بحماسة دون الوعى السليم بمعرفة قدراتنا الفعلية وبكيفية التعامل مع التحدى يعرض الإنسان إلى الكثير من الضغوط النفسية المتكررة، التى يصدر فيها الجسم عدة إنذارات مختلفة ويزداد حينها إفراز الجسم للكورتيزون «هرمون الضغوط»، وإذا لم تتم الاستجابة لها وتم التعرض للمزيد من الضغوط تزداد احتمالية إصابة الشخص بأخطر الأمراض بما فى ذلك مرض السرطان، كنتيجة لضعف جهاز المناعة وأمراض القلب وغيرها والتى تتحدد بناءً على مدى استجابة الشخص للضغوط والمرض.
أما التحدى والمواجهة عن وعى وما أُسميه «النفس القوية» فهنا التعرض للضغوط مع التعامل معها باستبصار وحكمة يؤدى إلى زيادة وتطور الخبرات الشخصية لمواجهة تحديات المستقبل ومصاعبه بصورة أقوى والتمتع بمناعة نفسية قوية ضد ضغوط الحياة، فقبل أن تقبل التحدى عليك أن تكون أولاً مستبصراً جيداً بقدرات نفسك، وتذكر أخيراً أن الفطن من جهة أمر يجد خيراً.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
تعليقات الفيسبوك