يحاول الطلاب الوافدين من الدول التي لا تتحدث باللغة العربية، تعلم اللهجة العامية هربا من نظرات الاستغراب التي تلاحقهم حينما يتحدثون بلغة فصحى متقطعة، مستخدمين كل الوسائل المتاحة لهم بدءا من محركات البحث على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك "الكورسات" المتخصصة.
"تعلمني عامية وأعلمك لغتي"، عبارة كتبها حسن محب الله، الطالب الوفد من دولة بنجلاديش بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، عبر صفحة "فيس بوك" الخاصة به كمحاولة أخرى لتعلم اللهجة العامية المصرية، وفي المقابل سيعلمهم لغته البنغالية، على الرغم من إلمامه باللغة العربية الفصحى، التي يصعب التعامل بها في الشوارع المصرية، بحسب حديثه لـ"الوطن".
ولا يمكن لـ"محب" أن يكمل حوارا مع أحد الباعة أو الزملاء المصريين، لأنه وإن استطاع أن يسأل بلسان فصيح فلن يفهم أي شيء بمجرد أن يجيب مستخدما عاميته التي بالكاد يحاول من خلال المزيد من الأسئلة استضاح مقصد محدثه إذا تقابلا وجها لوجه أما أن كان يحادثه من خلال أحد وسائل التواصل الاجتماعي فإن لم يفهم يلجأ لأحد محركات البحث طلبا لمعنى الكلمات العامية التي تعترض استيعاب طالب السنة الأولى: "تعلمت بعض العامية من التعامل مع الناس في الشارع، وأحاول تعلمها من أصدقائي على فيس بوك".
بملامح أوروبية بدءا من الشعر الأشقر والعيون الرمادية والبشرة البيضاء، ولسان ابن بلد تبادل الحديث مع معلمته بمركز اللغة والثقافة العربية التابع لجامعة القاهرة قائلا: "قشطة جدا، يلا نكمل كلامنا" يحكي جونسون فليب المواطن البريطاني، الذي جذبه حبه للغة العربية للإقامة بمصر والبحث عن مجال آخر غير تخصصه في مجال الكيمياء، ليتردد لقرابة العام على مركز اللغة لتعلم الفصحى ومن بعدها العامية، لتعطيه الدفعة اللازمة للتكيف مع المواطنين المصريين.
ويكمل، ملتزما بتكليف معلمته في الكورس بمشاهدة الأفلام المصرية والاختلاط بالمصريين ليمارس لغة الشارع: "حفظت فيلم بكيزة وزغلول، ونزلت رحلات مع مصريين في الأقصر وأسوان، وبقيت أتمشى، وأسأل الناس على أسماء الشوارع"، بحسب "فليب".
تعليقات الفيسبوك