بين غياب الحل وضياع الهدف
اعتادت معظم عقول البشر أثناء الحديث على الانتقال من موضوع لآخر دون انتظار اكتمال النقاش الأول، ودون وجود مقدمات للبدء فى حديث آخر.
ويعد هذا التشتت الفكرى سبباً أساسياً لدوام بعض الخلافات لوقتٍ طويل أو ضياع مضمون الحديث الأصلى على حساب التحدث فى أمور أخرى فرعية كنتيجة لعدم تنظيم الأفكار بداخلنا.
هناك فهم مغلوط يربط بين العجز عن إيجاد حل أو تدبر أمر وبين عدم منحه التفكير والوقت الكافى للحديث، فعندما نتحدث فى أمرٍ ما قليل ما نجد الحديث منظم ومستمر وواضح فى نطاق محدد دون التشعب إلى مواضيع فرعية وأحاديث أخرى ربما لم يكن هناك أهمية لذكرها، فنتطرق حينها إلى أحاديث متنوعة تشغل معظم أوقات حديثنا دون فائدة تذكر.
وحل هذا الموضوع يتطلب التدريب باستمرار على تركيز الفكر وعدم السرحان أو السماح للأمور الأخرى بأن تقتحم أحاديثنا لتُضيع مضمونها الأصلى، فلا تسمح بذلك لتجنى فوائد عظيمة جداً فى تحسين علاقاتك الشخصية وحل معظم خلافاتك ببساطة أكثر، وهذا الأمر من شأنه أيضاً أن يساعدنا على تحقيق المزيد من الأهداف والوصول إلى مرحلة التميز الشخصى. تذكر أخيراً أن ذلك التركيز المنظم هو أحد أسرار الأشخاص الأكثر إبداعاً فى الحياة، وربما لن يخبرك أحد بذلك أبداً.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
تعليقات الفيسبوك