من حين لآخر نسمع عن المتحولين جنسيا، في أمر يثير اشمئزاز البعض، وانتقاد الكثيرين، في حين يقابله تأييد لهذه الحالات والتعاطف مع معاناتهم من وجهة نظر أصحاب هذه الحالات، كان آخرها ما جرى تداوله عن الناشطة في حقوق الأقليات الجنسية، ملك الكاشف، والتي أعلنت زواجها من صديقتها ثم تراجعت عن ذلك بعد الهجوم عليها.
التحول الجنسي
أوضح الداعية الإسلامي أحمد مدكور في حديثه لـ"الوطن"، أنه لا يجوز لذكر أن يتحول إلى أنثى أو أنثى إلى ذكر، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على الفطرة التي ولد عليها، وقال تعالى في سورة النساء "وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا".
وأضاف أن البعض قد يعبث بخلق الله ليوهموا أنفسهم بأنهم ذكرا أو أنثى، ولا يجوز لأحد أن يحول نوع جنسه أو جنسه سواء بالأدوية أو بالعمليات الجراحية، لأن تغيير خلق الله كبيرة من الكبائر، وإذا كان هناك هرمون أعلى من الآخر سواء كان هرمون الذكورة أو الأنوثة، أو إذا كان أعضاء ذكورية أو أنثوية، فذلك ليس عذرا لتغيير الجنس، وعلى الأشخاص الرضاء بقضاء الله، ولكن إذا كان الشخص "خنس" مشكل فينبغي الرجوع إلى رأي العلماء من الدين والأطباء، ولابد من الالتزام برأي الشرع.
وتابع: قال الله في كتابه العزيز في سورة الشورى "لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ"، وعلى المسلم الرضاء بقضاء الله لأنه له في ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو.
زواج المثليين
وعن زواج المثليين والتحول الجنسي، قال "مدكور" إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زواج المثليين، وأجمع علماء الفقه الإسلامي على أنه لا يجوز لذكر أن يتزوج بذكر أو أنثى تتزوج بأنثى، وإذا حدث ذلك يقام عليهم الحد، والقرآن نهى عن زواج المثليين جنسيا قائلا في سورة الشعراء "تَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ".
وأكمل: كما قال الله في سورة الأعراف "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ"، وإذا وجد من يفعل فعل قوم لوط فله عقاب شديد في الدنيا والآخرة.
وتابع: جاء عن النبي والصحابة أن النبي عليه الصلاة والسلام لعن من يفعل فعل قوم لوط، فجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)، وحكم زواج المثليين هو حكم الزنا فيرجم المتزوج ويجلد ويجلد المتزوج به.
وأكد "مدكور" أن زواج المثليين محرم شرعا، وأن الزواج في الأصل يكون بين رجل وأنثى، وقال الله تعالى في سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، والأزواج المقصود بهم الرجل والأنثى.ولا يجوز الزواج بين امرأة وامرأة أو ذكر بذكر أو إنسان بحيوان، ومن يفعل ذلك يعاقب معاقبة الزاني وفقا للشرع وأحكام القانون.
تعليقات الفيسبوك