توفي رجل في الـ 63 من العمر، في مستشفى بمدينة "بريمن" الألمانية، بعد إصابته بعدوى بكتيرية نادرة، انتقلت إليه عن طريق لعاب كلبه، وتسببت في تدهور حالته الصحية بشكل خطير في فترة قصيرة، بطريقة عجز الأطباء عن علاجها.
بدأت مشاكل الرجل، الذي لم يتم الإعلان عن هويته، بظهور أعراض مشابهة لأعراض مرض الإنفلونزا، حيث بدأت بارتفاع بدرجة الحرارة، وصل بعد عدة أيام إلى حمى شديدة وصعوبة في التنفس، واضطر إلى دخول المستشفى بعد أن ساءت هذه الأعراض، ووصلت درجة حرارته إلى 41 درجة مئوية، وفقا لما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
قضى الرجل حوالي أسبوعين في المستشفى، بقائمة متزايدة من الأعراض، التي ضمت عددا من الأمراض والاضطرابات الشديدة، مثل تعفن الدم والالتهاب الرئوي والغرغرينا، وعدوى جلدية تسببت في تغطية جسده كله ببثور وتقرحات شديدة.
في الأيام الأولى بالمستشفى، بدأت الأعراض تسوء بشدة، حيث بدأت البثور تنتشر على وجه المريض، وظهرت بقع داكنة ورضوض بقدميه، وآلام بالأعصاب، قبل أن تبدأ أعراض تعفن الدم، أو الإنتان "Sepsis"، في الظهور والاشتداد، بطريقة جعلت دمه يتجلط ويتعفن داخل الأوعية الدموية، وهو ما استدعى أن يتم نقله فوراً إلى وحدة العناية المركزة.
تدهور حالة المريض بشدة، وأصيب بفشل كلوي وكبدي، وأدى تجلط الدم وتعفنه في مناطق عديدة من الجسم على إصابته بسكتة قلبية، إلا أن الأطباء تمكنوا من إنعاشه، وعاد قلبه إلى العمل مرة أخرى، واستخدم الأطباء أجهزة الدعم الحيوي لإبقائه على قيد الحياة.
استمر التدهور الشديد في الحالة، وأصيبت الرئتان بعدوى فطرية، وهو ما أدى على إصابته بالتهاب رئوي، وانتشرت البثور التقرحات فوق الجلد بجميع مناطق الجسم، وأصيبت أصابع اليدين والقدمين بالغرغرينا، كما أوضحت الفحوص أن المخ قد تكونت فيه كتل سائلة، أصابت المخ بأضرار شديدة، وزادت من حدة حالة الفشل التي تعاني منها كل أجهزة الجسم تقريبا.
بعد وصول حالة المريض على طريق مسدود، وإصابة كل أجهزة الجسم بحالة فشل شديد، بما فيها الجهاز العصبي، قرر الأطباء وأقارب المريض فصل أجهزة الدعم الحيوي عنه، وتركه يموت في سلام، بعد أن ثبت أن جسده قد أصبح في حالة لا يمكن علاجها ولا يمكن إيقاف حدة تدهورها.
أعلن الأطباء أن العدوى التي أصابت الرجل هي "Capnocytophaga canimorsus"، وهي نوع من البكتيريا الضارة الموجودة بلعاب العديد من الحيوانات، من بينها الكلاب، إلا أنه نادرا ما تنتقل إلى البشر، فنسبة إصابتها للبشر تبلغ 1 من كل 1.5 مليون شخص.
وأبدى الأطباء دهشتهم من انتقال العدوى للرجل، على الرغم من عدم تعرضه للعض، وعدم وجود أي جروح واضحة في أي جزء من جسده، كما أعلنوا أنهم لم يواجهوا حالة بهذا السوء من قبل، بخاصة ان هذه العدوى البكتيرية لا تتطور بهذا الشكل الخطير إلا عندما تصيب شخص يعاني من ضعف شديد بجهازه المناعي، وهو شيء لا ينطبق على المريض، الذي كان في حالة صحية جيدة حتى وقت ظهور الأعراض.
هذه الحالة دفعت الأطباء على التأكيد على أهمية ملاحظة ظهور أي أعرض مرضية على كل من يربي الحيوانات الأليفة، حتى لو كانت هذه الأعراض مشابهة لأعراض الأمراض العادية، مثل الإنفلونزا، وضرورة أن يذهب كل من يمتلك حيواناً أليفاً على الطبيب فوراً، إذا لاحظ أن أعراض الأنفلونزا، أو أي أعراض مرضية شائعة، لا تستجيب للعلاج.
تعليقات الفيسبوك