مخاطر وأضرار معطرات الجو
تمتلئ بيوتنا منها فلا تستغنى عنها ربات المنزل لإضفاء رائحة طيبة على المكان، ولا الأشخاص في سياراتهم الخاصة أو أماكن عملهم، فتتواجد معطرات الجو في كثير من الأماكن التي نذهب إليها، رغم الحديث عن أضرارها على الأشخاص الذين يستنشقونها، خاصة بعد تقدم النائب البرلماني طارق متولي، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حول ما يتم إنتاجه ببعض المصانع من معطرات الجو المصنعة من خامات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات.
وحول هذا الأمر، أوضح الدكتور أسامة فهيم، أستاذ الأمراض الصدرية، بكلية طب جامعة المنوفية، أن معطرات الجو، لا يوجد ضرر منها بالنسبة للأشخاص العاديين، ولكنها تسبب أضرارا بالنسبة لمرضى الحساسية، "بتزود حساسية الأنف والرئتين، وفي بعض الأحيان تنقل إلى حساسية الجلد، لكن مافيش أضرار للأشخاص الذين لا توجد لديهم حساسية، وإذا كانت رائحة نفاذة فلا مشكلة منها".
وقال "فهيم"، إن "مرضى الحساسية يجب أن يبتعدوا تماما عن معطرات الجو وجميع أنواع العطور والبخور والتي تسبب لهم مشاكل صحية لا يحمد عقباها"، حد قوله.
نفس الأمر شرحه الدكتور عاطف عفيفي، استشاري الأمراض الصدرية، في حديثه لـ"الوطن"، مشيرا إلى أن معطرات الجو لا تسبب أضرارا للأشخاص الطبيعيين والذين لا يشتكون من أمراض، "هناك حساسية للمادة الموجودة في الروائح التي نستنشقها، وهي بتكون مضرة للعيان بس".
وقال "عفيفي"، إن المنتجات التي تحتوي على مادة الرصاص وجميع المواد غير الصالحة للاستنشاق، تضر الإنسان وتؤثر على صحته، وتسبب ضيقا في التنفس والتهاب الشعب الهوائية، والحساسية، كما قد يصل الأمر إلى الإصابة بالسرطان لوجود مواد بها تفاعلات مسرطنة.
وأضاف "عفيفي"، أن معطرات الجو، تقلل من الهواء النقي، كما تزيد مخاطر الربو، وقد تسبب بعض حالات الصداع، وتهيجاً للجلد أو للعيون وللممرات الأنفية بالنسبة لمرضى الحساسية.
وحذر استشاري الأمراض الصدرية، من تعرض الأطفال لمعطرات الجو بأي صورة، نظرا لأنها تؤثر على الأذن والمعدة، "مايتعرضوش للحاجات دي خالص، لحد 6 سنين، لأنها تؤدي إلى الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية وحساسية الصدر".
ونصح استشاري الأمراض الصدرية، بضرورة مراقبة إعلانات شركات مستحضرات التجميل، والبحث عن المواد المصنعة منها على الإنترنت، لمعرفة مدى خطورتها وتجنب استخدامها، كما نصح للتخلص من الروائح داخل المنزل، باللجوء إلى التهوية الجيدة.
ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم والبحوث، دراسة عام 2011، تؤكد أن معطرات الجو تسبب سرطان الثدي، واختلال الهرمونات عند النساء، نظرا لوجود مادة "الستايرين" بها، كما لفتت الدراسة إلى أن استنشاق الأم لمثل هذه الروائح في أشهر الحمل، يصيب الجنين بمرض التوحد والاضطرابات الصناعية، لذلك يفضل على الأمهات الحذر الشديد حتى لا يتعرضن أو يستنشقن مثل هذه الروائح.
تعليقات الفيسبوك