يحتفي جوجل اليوم، 20 يناير، بالذكري 106 لميلاد أول من ارتدت "الروب الأسود" في المحاكم المصرية مفيدة عبد الرحمن والتي كانت من أوائل خريجات جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا".
وكانت "مفيدة" أول محامية مصرية، وأول رئيسة للاتحاد الدولي للمحاميات، وأم لـ9 من الأبناء، فضلا عن أنها كانت عضوًا بالبرلمان، وشاركت في أعمال لجنة تعديل قوانين الأحوال الشخصية، وأسهمت في وضع قوانين تنظم مسائل الأسرة، بما في ذلك الزواج والطلاق وغيرها.
أتعاب المحامية مفيدة عبد الرحمن
الثقة هي ما أهلت مفيدة إلى بناء اسم وسمعة جيدة بين الناس، فكانت في بداية حياتها، لا تحصل على مقابل مادي لعملها، بل كان لدي زوجها مطبعة في أحد الأحياء، فكان الموكلين يحضرون إلى زوجها ويقولون: "والنبي يا بيه خلي الست تحضرلي في القضية" دون أي مقابل اللهم إلا أتعابا عبارة عن رأس سكر، أو 10 بيضات في منديل رجالي كبير، أو وقية تفاح، وفقًا لحوار كان قد أجراه التلفزيون المصري "القناة الثانية" مع "مفيدة".
مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية ترتاد المحاكم
ولدت مفيدة عام 1914، لأب يعمل خطاطا للمصحف الشريف، وفي تلك الفترة كان يعتبر تعليم الفتيات من الأمور المرفوضة في أغلب المنازل المصرية، لكن نظرًا إلى مستواها الاجتماعي، ونظرة والدها المستقبلية، فقد ألحقها مثل شقيقتيها في مدرسة داخلي بريطانية تعلمت خلالها النظام.
كان حلم "مفيدة" أن تدرس الطب كشقيقتها الكبرى، لكن هذا لم يحدث لأنها رسبت في اختبار البكالوريا "ما يعادل الثانوية العامة حاليًا" فضلا عن زواجها، لكن بعد الزواج دعمها زوجها حتى تخطت المادة التي رسبت فيها، والتحقت بكلية الحقوق، لكن نظرًا لأنها متزوجه وأم، رفضتها الجامعة، لكن زوجها توسط لدى رئيس الجامعة من أجل استمرارها، وقد كان.
براءة في قتل خطأ.. أول قضايا مفيدة عبد الرحمن
في نوفمبر عام 1939، تولت مفيدة عبد الرحمن، أول قضية لها، وكان وقتها عدد النساء اللاتي يعملن في تلك المهنة قليل جدًا، وكان الأمر مجازفة كبيرة، فلم يكن من الممكن أن تقنع امرأة فضلا عن الرجل، بإسناد القضية إلى "محامية"، مهمة صعبة تكاد تصل إلى مستحيلة، لكنها نجحت في اقتناص أول قضية لها، وكانت جنائية "قضية قتل".
لكنها نجحت أن تثبت للقاضي، وهيئة المحكمة أن الجريمة كانت عن غير قصد، وربحت القضية، وكانت أتعابها وقتها 7 جنيهات، وكانت سعيدة للغاية.
قضايا مفيدة عبد الرحمن شغلت الرأي العام
ترافعت "مفيدة" في عدد من القضايا النسائية، حتى إنها عُينت للدفاع عن "درية شفيق" التي أسست مجموعة نسائية سرية باسم "بنت النيل".
حوكمت "درية" لقيادتها مظاهرة نسائية مكونة من أعضاء جمعية "اتحاد بنت النيل" حيث قمن بمحاصرة بنك "باركليز" البريطاني في القاهرة في يناير 1951، ودعين لمقاطعته.
وقتها استطاعت مفيدة عبد الرحمن، أن تجمع عددا كبيرا من النساء المنضمات للاتحاد لحضور المحاكمة، وأرجأ القاضي الجلسة إلى أجل غير مسمى.
تعليقات الفيسبوك