تلجأ بعض السيدات أحيانا لمراكز التجميل، من أجل إخفاء عيوب البشرة أو الجسم بشكل عام، إلا أن ما حدث لـ"هيلين" جعلها تكره مراكز التجميل للأبد بعد أن أصبحت مشوهة.
خوف ورعب وألم واشمئزاز، مشاعر متفرقة عاشتها البريطانية هيلين بوسبي لعدة شهور، بعدما تسببت قلة خبرة مراكز التجميل في إصابتها بتشوهات بشفتيها وملئها بالصديد، وانفجارها، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
وتعود البداية إلى شهر ديسمبر عام 2018، إذ أرادت "هيلين" والتي تعمل مديرة مالية بمدينة كارديف البريطانية، أن تضخم شفتيها لأنهما كانتا رفيعتين، وكانت تستخدم دائما قلم الشفاه بديلا عن مراكز التجميل، إلا أنها شاهدت الكثير من الصور على "إنستجرام"، التي بدت رائعة، ما جعلها تفكر في ملء شفتيها بالفيلر لتحسين مظهرها وإعطائها ثقة بالنفس.
وسمعت الفتاة صاحبة الـ37 عاما، من صديقتها عن صالون تجميل محلي "A&E" ولديه عرض على ملء الشفاه، وبالفعل ذهبت إليه، ووضعت فتاة المركز على شفتيها كريما مخدرا ثم حقنتها بـ1 ملجرام من مادة الفيلر المعروفة في التجميل.
وعندما انخفض تورم شفتيها بعد يومين، قررت "هيلين" أن يكون حجمهم أكبر قليلا، فعادت إلى المركز مرة أخرى وحجزت 0.5 ملجرام بعد أسبوعين من الحقن الأول، وذلك هو الخطأ الذي وقعت فيه إذ أنه من المفترض أن ينتظر الشخص مدة طويلة بين الحقن والآخر، ولكن العاملين بمركز التجميل لم يكن لديهم خبرة كافية، وأرادوا كسب الأموال فقط وفقا لـ"هيلين".
وشعرت السيدة الثلاثينية بآلام شديدة في الحقن الثاني في فبراير العام الماضي، وأصيبت بنزيف وكدمات بشفتيها، واستكر الألم إلى أن فوجئت بشفتيها تنفجران فجأة وينزل منها صديد، فذهبت مسرعة والرعب يملؤها إلى مركز التجميل، وسألها الأخصائي إذا ما كانت تناولت العديد من الفيتامينات لتجيبه بالنفي، فنصحها بالجلوس منتصبة في السرير وعدم وضع المكياج ووضع الثلج عليها فقط.
ورضخت "هيلين" لأوامر أخصائي التجميل، إلا أنه في اليوم التالي وجدت كدمات سوداء كبيرة على شفتيها، ولم تبالِ بالأمر إلا أن الانتفاخ أصبح ملحوظا ويزداد سوءا مع الوقت، واتصلت بمركز التجميل الذي أخبرها بالذهاب إلى الطبيب لأنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله لها.
أسابيع من العذاب والألم، قضتها السيدة البريطانية وهي لا تجد حلا لمشكلتها، حتى انفجرت شفتاها فجأة ونزل منها كمية من الصديد، ما جعلها تذهب للمستشفى، واكتشفت تعرضها لعدوى شديدة، وأن فتاة المركز اخترقت وعاء دمويا أثناء حقنها بـ"الفيلر"، وقد يكون الحشو الرخيص ساعد على تفاقم الإصابة، وتمت إحالتها إلى طبيب تجميل.
ووصف لها الطبيب العديد من المضادات الحيوية لمدة عدة أسابيع، وظنت "هيلين" أن محنتها انتهت، إلا أنها أصيبت بعدوى أخرى في شفتيها السفلى سببت لها آلام شديدة، وأخبرها الطبيب أنه ستكون لديها كتل تحت الجلد وليست لها علاج نتيجة للحشو الخاطئ، كما أنها ستحتاج إلى حشو تصحيحي نتيجة لعدم تناسق شفتيها بعد الحشو الفاشل الذي أجرته بالمركز.
وتقدمت السيدة البريطانية بشكوى ضد مركز التجميل "A&E"، والذين تجاهلوها وأخبرها بأن سجلاتها الطبية لديهم فقدت، فشعرت بالغضب منهم والاستياء من نفسها لأنها كانت ساذجة في الوثوق بهم، قائلة: "لقد لجأت إليهم بسبب عروض التخفيض على الفيلر، إذ دفعت لهم 60 جنيها إسترلينيا، ولن أسمح لهم بتكرار ما فعلوه معي مع شخص آخر".
وقالت أشتون كولينز، مديرة مركز "Save Face"، المختص بالسجل الوطني للممارسين المعتمدين الذين يقدمون علاجات تجميلية غير جراحية، إن قصة "هيلين" سلطت الضوء على الشكاوى التي يبلغها المواطنون يوميا عن المراكز غير المؤهلة، ولسوء الحظ، فإن الممارسين غير العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يخضعون للمساءلة.
تعليقات الفيسبوك