على الرغم من أن أجسامنا تتكون بشكل عام من أنسجة حيوية، تكون الأجزاء التي درسناها وعرفناها دائما، مثل العظام والجلد والدماء والأظافر، فإن أجسامنا أيضا تضم أنواعا أخرى من المواد، ربما لا يتخيل البعض أنها موجودة داخل جسده، مثل المواد التي نستعرضها في القائمة التالية، التي نشرها موقع "List Verse" الإلكتروني.
- الكحول
الكحول من أكثر المشروبات التي يستهلكها البشر في العالم، بمعدل استهلاك يقدره البعض بـ 36 مليار لتر سنويا، وهو ما يجعل حقيقة احتواء أجسام الأشخاص المستهلكين لهذا المشروب على مادة الكحول أمرا منطقيا، لكن الذي لا يعلمه أغلب الناس أن الكحول موجود في أجساد البشر جميعا، حتى هؤلاء الذين لم يتذوقوا الخمر طوال حياتهم.
يحتوي الجهاز الهضمي لجسم الإنسان على أنواع معينة من البكتيريا، التي تقوم بعملية تخمير للمواد السكرية الموجودة ببعض الأطعمة، منتجة بذلك نوعا شهيرا من الكحول، وهو المحول الإثيلي (Ethanol)، الموجودة بالمشروبات الكحولية باختلاف أنواعها، إضافة على نوع آخر، وهو الكحول المثيلي (Methanol)، وهو نوع آخر غير صالح للاستهلاك الآدمي.
كميات هذين النوعين من الكحول في جسم الإنسان شديدة الضآلة، فبحسب دراسات إحصائية طبية، يحتوي اللتر الواحد من دم الانسان الطبيعي، بدون شرب أي كمية من الكحوليات، على 0.8 ملليجرام من الكحول الإثيلي، بينما تنخفض هذه النسبة قليلا للكحول المثيلي، لتقف عند 0.6 ملليجرام للتر الواحد من الدم، وكلتا النسبتين أقل بكثير من أن تسبب حالة سكر أو متاعب صحية لأي انسان.
إلا أن بعض الأشخاص ثبت أن جسدهم ينتج كميات كحول أكثر بكثير من المعدل الطبيعي، وهم الأشخاص المصابون بمتلازمة التخمر الذاتي، أو (Auto-Brewery Syndrome)، التي تنتج عن نشاط زائد للبكتيريا المسؤولة عن عملية تخمر السكريات والنشويات داخل الجهاز الهضمي للجسم، ما قد يرفع نسب الكحول في دم المصاب إلى أكثر من 4 جرامات في اللتر الواحد، ما يجعل المصاب في حالة سكر مستمر، بدون أن يستهلك قطرة كحول واحدة.
- سيانيد
تشتهر مادة السيانيد بأنها واحدة من أكثر السموم فتكا، وهي شهرة مستحقة عن جدارة، فالسمية العالية والفتك السريع لمادة السيانيد تم التأكد منها طوال القرون الماضية، وإذا كان التعرض لمادة السيانيد يعد أمرا غير مرغوب، وربما غير محتمل، لأي إنسان، فإن الحقيقة التي قد تدهش البعض وتصدمهم أن أجسام البشر جميعا تحتوي على هذه المادة القاتلة.
تتواجد مادة السيانيد داخل جسم الإنسان بطريقتين، إما عبر المواد الداخلة إلى الجسم، بداية من الهواء والماء، اللذين قد يحتويان على نسب شديدة الضآلة من تلك المادة تختلف تبعا للمكان والحقبة الزمنية التي يعيش فيها الشخص، وحتى المواد الغذائية المختلفة، ويعتبر التفاح والسبانخ أكثر المواد الغذائية احتواء على السيانيد، وإن كانت نسبتها في كلا النباتين لا تتعدى بضعة ميكروجرامات فقط (الميكروجرام يساوي واحد على ألف من الجرام)، بينما يحتاج الأمر إلى 0.1 جرام (أو 100 ميكروجرام) من السيانيد لموت لشخص يبلغ وزنه 70 كيلو جراما.
الطريقة الثانية لا تحتاج على مدخلات خارجية، حيث تتسبب تفاعلات كيميائية في لعاب البشر على تكون نوع من غاز السيانيد في الحلق، والذي يخرج من الجسم بعد ذلك في عملية الزفير، مضافا إليه كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن تكسير مادة السيانيد داخل الكبد، بينما تخرج نسبة أخرى من مادة السيانيد المتواجدة داخل الجسم عن طريق البول، وتقدر نسبة مادة السيانيد في جسم الانسان الطبيعي بحوالي 50 ميكروجرام لكل 100 جرام من أنسجة جسده.
- اليورانيوم
لا يكاد المرء يسمع عن مادة اليورانيوم (Uranium) إلا من خلال أخبار محطات الطاقة والأسلحة النووية، المعروفة باسم أسلحة الدمار الشامل، إلا أن هذه المادة الثقيلة شديدة النشاط الإشعاعي تتواجد أيضا داخل أجسام جميع البشر، فمن المتعارف عليه علميا أن هذه المادة تدخل على داخل الجسد البشري عن طريق الغذاء (خاصة الفاكهة والخضروات غير المغسولة) والماء الهواء، إلا أن كمياتها تكون ضئيلة جدا، ويتخلص منها الجسم بشكل منتظم، من خلال عملية الإخراج، وتقدر كمية اليورانيوم في جسد الإنسان الطبيعي بحوالي 22 ميكروجراما.
هناك عنصر مشع آخر يتواجد داخل أجسادنا جميعا، وهو الثوريوم (Thorium)، وهو عنصر ثقيل ومشع، يستخدم في تصنيع بعض الأجهزة الإلكترونية، إلا أنه يتواجد أيضا بصورة طبيعية في بعض الأغذية والماء والهواء، بنسب متفاوتة، إلا أن هذه المادة يتخلص منها الجسد في غضون بضعة أيام.
- الأوزون
اكتشف العلماء منذ حوالي عقدين من الزمان أن أجسامنا تنتج كميات من مادة الأوزون، عن طريق جهازنا المناعي، فحوالي ثلاثة أرباع كرات الدم البيضاء الموجودة داخل أجسادنا تنتمي إلى نوع يسمى الخلايا المتعادلة، أو "نيوتروفيل" Neutrophil، وهي مغطاة بطبقة من الأجسام المضادة، وتسافر عبر جرى الدم إلى جميع مناطق وأنسجة الجسم لتهاجم الميكروبات وتدمرها، مستخدمة الأكسجين الموجود داخل الجسم لتغذية تلك الأجسام المضادة، لتنتج عن عملية التغذية مادة الأوزون، التي تساعد كرات الدم البيضاء في قتل الميكروبات.
- المعادن الثمينة
ربما لم تكن تعلم ذلك من قبل، لكن جسدك يمكن اعتباره منجما لعدد مختلف من المعادن، بعضها ينتمي للمعادن الثمينة، فجسم الإنسان يحتوي على 0.2 ملليجرام من الذهب، يكمن أغلبه في مجرى الدم، حيث يكون الذهب حوالي 0.02% من دم الإنسان، كما أن معدن الفضة يتواجد أيضا داخل أجسامنا، على الرغم من كونه معدنا ساما، حيث تقول الدراسات إن أغلب البشر يستهلكون حوالي 88 ميكروجراما من الفضة يوميا.
تواجد المعادن لا يقتصر فقط على أنسجة الجسم الداخلية، ففضلاتنا أيضا تحتوي على العديد منها، حيث تقدر كمية المعادن المختلفة، وأبرزها النحاس والذهب والفضة والفاناديوم، في كيلوجرام واحد من البراز، بحوالي أربعة جرامات، ويرى بعض الخبراء أن فضلات مليون إنسان يمكن أن يستخرج منها كمية من المعادن والمواد التي تبلغ قيمتها 13 مليون دولار.
تعليقات الفيسبوك