تنتشر في جنوب أفريقيا، وفي العديد من الدول الأخرى، روايات وأساطير عن الجثث المختفية (Vanishing corpses)، وهي الجثث أو الجثامين التي تختفي بدون أي دليل، وبعضها يختفي من داخل القبر بدون وجود أي أثر يدل على فتح القبر بعد الدفن، ومن أشهر هذه الروايات، حالة "جون فيلهلم جيبهارد".
في شهر نوفمبر من عام 1856، تم إعدام "جون فيلهلم جيبهارد" شنقا، في سجن مدينة "بارل" بمقاطعة كيب في جنوب أفريقيا، كعقوبة على مقتل "بيير فيليرز"، وهي جريمة قتل ادعى "جون" أنه لم يرتكبها، وأثناء تنفيذ حكم الإعدام، عندما كان "جون" على منصة الإعدام، أعلن المتهم البريء بصوت عال أنه لن يوجد أي قبر في هذا العالم سيحمل جثمانه، لأنه رجل بريء، إلا أن كلمات "جون" لم تغير شيئا، وتمت عملية الإعدام بالفعل، بحسبما نشره موقع "List Verse" الإلكتروني.
بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وُضعت جثة "جون" في تابوت تم إغلاقه بإحكام شديد، ودفن على جبل "بارل" خلف السجن، في قبر عمقه 8 أقدام (2.5 متر)، تمت تغطيته بركام كثير من الحجارة الثقيلة، ولأن حاكم الولاية كان قلقًا من احتمال قيام شخص ما بسرقة الجثة لإعادة دفنها في ضريح، بعد ذيوع صيت "جون" كشهيد ونظرة البعض له كرجل نبيل، فقد طبع الأختام الرسمية على التابوت، وأمر حراس مسلحون بحراسة القبر، ليلا ونهارا، لمدة 3 أشهر بعد الدفن.
إلا أنه بعد 6 أسابيع من إعدام "جون"، تم اكتشاف القاتل الحقيقي لـ "بيير فيليرز"، الذي تم إعدام "جون جيبهارد" بتهمة قتله، ليس هذا فقط، بل اتضح أن القاتل الحقيقي كان من ضمن الشهود الرئيسيين الذي شهدوا على "جون" البريء في المحكمة، وأدركت السلطات وقتها أن "جون" كان بريئا بالفعل، وتمت تبرئته بشكل رسمي، ومُنحت والدته معاشا مدى الحياة، وأصدر نفس الحاكم أمرا باستخراج جثة "جون" من القبر، وإعادة دفنها في مكان ملائم على نفقة الحكومة.
وهكذا ، بعد شهرين من إعدام "جون"، صعدت مجموعة كبيرة من الناس، تضم أفرادا من الشرطة وأطباء شرعيين، إلى جانب والدة "جون"، الجبل الذي يحمل قبر "جون"، الذي كان لا يزال تحت الحراسة، وتم إزالة أكوام الأحجار واخراج التابوت، وتم التأكد قبل فتحه لإخراج الجثمان من أن جميع الأختام والأقفال الموجودة على التابوت لم يلمسها أحد، وأن التابوت لم يتعرض لأي محاولة للفتح.
أمام أعين الجميع، تم فتح التابوت، لكن جثمان "جون" لم يكن موجودا، بل كان التابوت خاليا، وانتشر الخبر على الفور، وبدأ الناس يتناقلون حكاية نبوءة "جون" التي قالها قبل ثوان قليلة من إعدامه، ولم تفلح كل محاولات الشرطة في معرفة كيف اختفت الجثة من داخل التابوت.
بعد أكثر من قرن من الزمان، تعرضت القصة للنقد الشديد، وإن لم يفلح أحد في إثبات زيفها بشكل قاطع، خاصة أن الحقائق الأساسية للقصة، مثل اسم "جون فيلهلم جيبهارد" واسم القتيل والقاتل الحقيقي، إضافة إلى واقعة الإعدام، كل هذه أشياء حقيقية، وبينما ما زالت أسطورة جثمان "جون" المختفي محلا للجدل، حيث ادعى البعض أنه شاهد شبح "جون" يحوم حول القبر الذي دفن فيه، بينما من ناحية أخرى قام بعض المؤرخين بمراجعة المستندات والسجلات الرسمية التي ترجع لتلك الفترة، إضافة إلى وسائل الإعلام، وأعلنوا أن أسطورة جثة "جون جيبهارد" المختفية هي مجرد حكاية زائفة، حتى وإن كانت مبنية على جريمة قتل حقيقية وأشخاص حقيقيين.
تعليقات الفيسبوك