«سعاد» تعرض مشغولاتها اليدوية
انتشار مطاعم «الفاست فود» وغياب ثقافة الأكل الصحى، كان يؤرقها بشدة، خاصة أنها نشأت فى بيت يتبع نظاماً غذائياً صارماً، بفضل والدها طبيب الأسنان، ما دفعها للتفكير فى إطلاق مشروع لتقديم لحوم باردة صحية مطابقة لمواصفات الاتحاد الأوروبى.
"سمر".. محاربة "الفاست فود"
سمر عبدالله، 32 عاماً، بدأت فكرتها أولاً بتقديم توعية للأمهات بكيفية صنع أطعمة غذائية صحية فى المنزل، وبعد شكواهن من صعوبة الأمر حوّلت الفكرة إلى شكل عملى، من خلال صناعة منتجاتها: «والدى كان يعتمد على الزراعة الذاتية، ونأكل ثماراً صحية، وعندما تزوجت وأنجبت أبنائى الثلاثة واجهت مشكلة فى توفير طعام غذائى صحى، فى ظل المغريات الكبيرة الخاصة بأطعمة الفاست فود، وغياب فكرة الطعام الأورجانيك فى مصر، وشعور أطفالى بالحرمان بعد مقارنتهم بأقرانهم، فقررت إطلاق مشروعى».
إصرار «سمر» على أن تكون مؤهلة بشكل كامل لقيادة مشروعها دفعها إلى استكمال دراستها فى جامعات أمريكية مثل جامعة «ستانفورد»، والتسجيل فى معهد التغذية التكاملية بجامعة «نيويورك»: «اعتمدت على المزرعة التى كان والدى يستخدمها فى توفير المنتجات الغذائية، وبدأت أُشرف بنفسى على عملية الزراعة حتى آخر عملية التصنيع، مع اتباع مبدأ الجلوبال جاب، وتعنى مطابقة معايير الاتحاد الأوروبى فى تقديم منتج صحى، وهى المعايير التى تكون قاسية وصعبة، وقليل جداً إن لم يكن نادراً مَن يقوم باتباعها فى مصر، باستثناء الطعام المستورد من الاتحاد الأوروبى نفسه، وفى الغالب تكون أسعاره باهظة».
تطرح «سمر» أسعاراً بسيطة لمنتجاتها، نسبة الربح بها لا تُذكر، مقارنة بالمنتجات المشابهة، وكل أملها نشر فكرة الطعام الصحى.
"الأسطى همسة".. نجّارة مودرن
لقب «أسطى»، الذى حظيت به بسبب عملها فى تصميم غرف الأطفال، كان بمثابة المسكّن لآلامها ومعاناتها مع ابنتها صاحبة الاحتياجات الخاصة، فتنسى همومها خلال العمل، وتشعر بقوتها كامرأة قادرة على منافسة أعتى الرجال فى عقر دارهم.
همسة صبحى تسعى بكل جهد لتوفير حياة كريمة لابنتها، خاصة بعد انفصالها عن زوجها: «من 2006 إلى 2012 كنت بشتغل فى شركات تصنيع أثاث، وحققت نجاح كبير، بعد ما ولدت بنتى اكتشفت إنها من ذوى الاحتياجات الخاصة، وكان لازم أتخلى عن شغلى عشان أقدر أرعى بنتى، ولكن المأساة حصلت لما انفصلت عن جوزى، وبقيت لوحدى تماماً مسئولة عن رعاية ريتال»، كلمات «همسة».
6 أشهر اعتمدت فيها «همسة»، خريجة كلية فنون جميلة جامعة 6 أكتوبر، على والدها، ثم قررت إطلاق مشروع خاص لتوفير تكاليف جلسات علاج ابنتها، عبارة عن تصميم غرف للأطفال، المجال الذى حققت به نجاحاً كبيراً، رغم صغر سنها: «زميلتى عرضت علىَّ أعمل غرفة لأطفالها، وقتها صممت أبتكر وأعمل غرفة بالشكل اللى يحبه الصغار، ولما عرضت صورتها على فيس بوك بدأت العروض تنهال علىّ».
تتبع «همسة» فى عملها طريقة مختلفة لتصميم غرف الأطفال، وهى الجلوس مع الأطفال أصحاب الغرفة، لمعرفة أذواقهم ورغباتهم: «الأول بقعد مع الأهل لوحدهم، بعدها مع الأطفال لوحدهم، وبرسم الماكيت وبنزل أصممه بنفسى فى ورشة نجارة مع العمال، وأقوم بتركيبها أيضاً بنفسى».
"سعاد".. شغف حتى آخر العمر
بعد سن الـ55 أعادت سعاد الخفيف اكتشاف نفسها ومتابعة أحلامها التى طالما تمنت تحقيقها، فأسست مشروعاً للحلى اليدوية أطلقت عليه «سعادة».
«تزوجت بعد تخرجى فى كلية البنات جامعة عين شمس مباشرة، وأنجبت أبنائى واحداً تلو الآخر، ومع المسئوليات الأسرية الضخمة نسيت أحلامى، سواء فى الترجمة أو صناعة الحلى والمشغولات اليدوية»، كلمات «سعاد» التى قررت بعد تخرج أبنائها العودة إلى ساحة الدراسة لمتابعة شغفها، وحصلت على دبلومة فى الترجمة من الجامعة الأمريكية بتفوق، ثم بدأت التدريب على المشغولات اليدوية: «أشعر أن الله كان يختبر صبرى ومدى حرصى على حلمى، فقد تعرّض والدى ووالدتى لأمراض مزمنة، بالإضافة إلى والدَى زوجى، وكنت حريصة على رعايتهم لسنوات، وقتها كان الأمر مؤلماً أن أراهم فى تلك الحالة حتى وفاتهم، وكانت النتيجة اكتئاباً قررت مواجهته بمشروع سعادة».
بدأت مشروعها منذ أربع سنوات، وتوسعت فيه مؤخراً من خلال المشاركة فى البازارات: «علمتنى إحدى الصديقات الأساسيات الخاصة بهذه الصناعة، ومن وقتها وأنا أطور نفسى، حتى وصلت مشغولاتى للخارج مثل سويسرا، وقد اخترت اسم سعادة لأننى أريد أن أهب السعادة للآخرين».
تستمتع «سعاد» بعملها وبمشاركات أحفادها معها فى الذهاب إلى البازارات، أحدهم يبلغ من العمر ١٠ سنوات يتعلم منها أصول الصناعة، ويجلس معها وهى تصنع الحلى، سواء من الفضة أو أى معدن آخر، بينما حفيدها الذى يبلغ ٦ سنوات، يحضر معها المعارض التى تشارك فيها: «أرى الدهشة فى عيون الناس، يندهشون من الجدة التى عادت إلى العمل لتحقيق ذاتها».
تعليقات الفيسبوك